“ضجة فاغنر”.. هل تحولت مالي إلى مضمار صراع بين الغرب وموسكو؟

Two French soldiers wait to embark aboard of a British Chinook helicopter nearby the new French military base of Gossi, in center Mali, on March 24, 2019. - A few kilometers from the Malian town of Gossi, the French counter-terrorism Barkhane mission in Africa's Sahel region, brings out of the ground a new base to allow his soldiers to gain a foothold in the arid zone of Gourma. Located 150 km west of Gao, northern Mali, where Barkhane headquarters is located in Mali, this former base of the United Nations (UN) Mission, the Minusma, is ideally placed to shine in the region, according to the soldiers. (Photo by Daphné BENOIT / AFP) (Photo credit should read DAPHNE BENOIT/AFP via Getty Images)

 

قالت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن طائرة روسية هبطت في باماكو، عاصمة مالي، محملة بـ500 فرد من القوات شبه العسكرية؛ لتوزع على 10 مناطق في أنحاء البلاد، وتساهم في الحرب على التنظيمات الإرهابية.

ويأتي وصول هذه القوات، وسط احتدام الخلاف بين مالي ودول أوروبية تعترض على وجود “مرتزقة” تابعين لشركة روسية في البلد الإفريقي الذي يجري النظر إليه بمثابة منطقة نفوذ لدول أوروبا الغربية.

وأضافت المصادر أن إرسال المقاتلين الروس إلى باماكو يأتي في إطار اتفاقية دفاعية بين المجلس العسكري في مالي ووزارة الدفاع الروسية، مؤكدة أن المقاتلين لا ينتمون إلى شركة “فاغنر” الروسية للخدمات الأمنية.

وذكرت المصادر أن القوات التي جرى إرسالها إلى مالي تنتمي إلى مجموعة “سيوا سكيورتي” القريبة من وزارة الدفاع الروسية، كما أن القوى الغربية تعلم ذلك تمامًا، لكنها تفضل ربط المقاتلين الوافدين بـ”فاغنر”.

اعتراض أوروبي

وسبق أن اعترضت دول أوروبية، على رأسها فرنسا وألمانيا، على ما تردد بشأن وجود مقاتلين تابعين لـ”فاغنر”، وأصدرت 15 دولة تشارك في محاربة الإرهاب في الساحل الإفريقي بيانًا يدين بدء انتشار أفراد “فاغنر”، وذلك بعد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركة الروسية.

في غضون ذلك، قالت حكومة مالي إنها “تقدم نفيًا رسميًّا لهذه المزاعم” بشأن “انتشار مزعوم لعناصر من شركة أمنية خاصة في مالي”.

وتعيش مالي والنيجر وبوركينا فاسو داخل دوامة إرهابية منذ عام 2015، بسبب الميليشيات المسلحة المرتبطة بتنظيمي “القاعدة”، و”داعش في غرب إفريقيا”، وتسببت هجمات في سقوط أكثر من ألفي قتيل، ونزوح .4 مليون شخص.

الحرب الباردة بالساحل

ويرى خبراء أن القلق الأوروبي- الأميركي حول وجود روسيا في غرب إفريقيا نقطة رئيسية في النسخة الجديدة من “الحرب الباردة” التي انطلقت هذا العام بين الغرب وروسيا؛ حيث تعد المنطقة “المجال الحيوي” لفرنسا، ومصدرًا ثريًّا للموارد الطبيعية والمعادن الاستراتيجية، إضافة إلى أنها قاعدة عسكرية تمنع من خلالها تهديد الهجرة غير الشرعية لأوروبا.

ويقول المحلل السياسي من النيجر، إدريس آيات، إن “منطقة الساحل مجرد ساحة لعب في الصراع بين القوى الدولية، أما استقرار مالي ووحدة أراضيها فلا يهمَّان لا فرنسا ولا روسيا، إلا أن المنطق الذي يحكم الأمور هو أن عدوَّ عدوي هو صديقي المؤقت”.

وذكر آيات في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن حلف “الناتو” أعلن في سبتمبر، أن أي تدخل روسي من خلال “فاغنر” في منطقة الساحل قد يؤدي إلى انسحاب القوات الأوروبية، وسحب الدعم الذي تتلقاه حكومة باماكو من المجتمع الدولي منذ 2011.

إلا أن رئيس الوزراء المالي، شوغل كوكالا ميغا، رد بأن بلده لم تتواصل ولا تعتزم التعاون مع مجموعة “فاغنر”، بل تتعاون مع وزارة الدفاع الروسية كدولة ذات سيادة، ولن تتلقى أوامر ولن تخضع لابتزازات من أحد، في إشارة إلى فرنسا وحلفائها، بحسب آيات.

وتعهدت باريس في يونيو بإعادة ترتيب وجودها العسكري في منطقة الساحل، بإخلاء قواعدها الثلاث في أقصى شمال مالي لتركز قواتها قرب الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو، وستخفض قواتها من خمسة آلاف عسكري إلى 2500 إلى 3000 بحلول 2023.

ورغم تراجع شعبية فرنسا في منطقة الساحل بعد الخسائر الفادحة التي كبدتها التنظيمات الإرهابية لقواتها منذ 2019، إلا أن الجيوش الوطنية، وخاصة الجيش المالي، لا تستطيع مواجهة التنظيمات الإرهابية، وهو الأمر الذي دفع سلطات مالي للبحث عن بديل محتمل للقوات الفرنسية.

المصدر: سكاي نيوز عربية