فرنسا: الحكومة تعرض مشروع إصلاح نظام التقاعد للمناقشة على البرلمان قبل يوم من إضراب ثالث

تستعد الحكومة الفرنسية الاثنين برئاسة إليزابيث بورن لعرض مشروعها المثير للجدل لتعديل نظام التقاعد، ورفع سن المعاشات حتى 64 عاما، للمناقشة في البرلمان أملا في الحصول على الأصوات الكافية لتمريره دون اللجوء للمادة 49.3. ويعارض اليسار بكل أطيافه إضافة لليمين المتطرف تعديلات الحكومة المقترحة على القانون الذي يلاقي أيضا معارضة شعبية واسعة أسفرت عن يومين ناجحين من الإضرابات والاحتجاجات. وتستعد المعارضة الثلاثاء ليوم جديد من إضرابات واسعة ستعطل الحياة اليومية في البلاد.

يناقش الاثنين البرلمان الفرنسي للمرة الأولى مشروع القانون المقدم من الحكومة برئاسة إليزابيث بورن لتعديل نظام التقاعد والمعاشات. وهو المشروع الذي يلاقي معارضة واسعة على مستوى الأحزاب والنقابات العمالية وكذلك على المستوى الشعبي.

يأتي ذلك قبل يوم من الثلاثاء 7 فبراير/شباط وهو اليوم الثالث من الإضرابات والاحتجاجات التي تنظمها النقابات العمالية في قطاع السكك الحديدية والمواصلات العامة ومصافي البترول، وكذلك نقابات المدرسين في وزارة التعليم الوطني، وهو ما ينذر بشلل كبير في أهم القطاعات الحيوية بالبلاد.

ويتمسك ماكرون بمشروع إصلاح نظام التقاعد، ما أدى إلى يومين من التظاهرات والإضرابات الناجحة التي شارك فيها مئات الآلاف من الموظفين، وتعتزم النقابات والأحزاب المعارضة تنظيم مزيد من الاحتجاجات في 11 شباط/فبراير.

استعداد لتقديم تنازلات

وكانت الحكومة الفرنسية قد أبدت الأحد استعدادا لتقديم تنازلات بشأن خطة إصلاح نظام التقاعد المثيرة للجدل، سعيا لحشد دعم حلفاء يمينيين قبل مناقشة مشروع القانون في البرلمان.

وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن لصحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الأسبوعية، إن الأشخاص الذين باشروا العمل بين سن العشرين والواحدة والعشرين سيكون بإمكانهم التقاعد عند بلوغهم 63 عاما، بدلا من سن 64 عاما المقترح الذي يثير غضب نقابات وقطاعات كبيرة من الفرنسيين.

وقالت بورن “ندرس طلب” نواب من حزب الجمهوريين المحافظ الذين يحتاج الائتلاف الحاكم لأصواتهم لإقرار الإصلاح في البرلمان.

وكان زعيم حزب الجمهوريين إيريك سيوتي قد صرح في وقت سابق لصحيفة “لو باريزيان” أن إدخال هذا التعديل على المشروع “سيؤمن أغلبية كبيرة جدا” من أصوات نواب الحزب.

رغم إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية العام الماضي، خسر الرئيس إيمانويل ماكرون غالبيته البرلمانية وصار مضطرا إلى البحث عن توافق مع أحزاب أخرى أو فرض إصلاحاته عبر إجراء دستوري استثنائي لا يحظى بشعبية.

مقترحات تعديل من اليسار

في الأثناء، قدمت المعارضة اليسارية في البرلمان آلاف مقترحات التعديل ما سيطيل أمد النقاش حول مشروع القانون.

كما أبدت بورن موافقتها على مطالب الجمهوريين وحلفاء في الائتلاف الحاكم بإجراء مراجعة للإصلاح عام 2027، بهدف إخراج نظام التقاعد من العجز بحلول عام 2030.

وأكدت رئيسة الحكومة الفرنسية أنها ستضغط على الشركات في سبيل عدم تسريح الموظفين الأكبر سنا، ما يجعلهم يواجهون صعوبات في العثور على وظائف في سنوات عملهم الأخيرة قبل التقاعد. وقالت إليزابيث بورن “في كثير من الأحيان، تتوقف الشركات عن تدريب وتوظيف كبار السنّ”. وأضافت “إنه أمر صادم للموظفين، إنها خسارة أن نحرم أنفسنا من مهاراتهم”.

في هذا الإطار، ستجبر الحكومة الشركات على نشر تفاصيل بانتظام عن عدد موظفيها الأكبر سنا، وكشف وزير العمل أوليفييه دوسوبت السبت أنه سيتم فرض غرامات على الشركات التي لا تلتزم بذلك.

وقالت بورن “سوف نتحرك من خلال تمديد الإجراء للعاملين لفترة طويلة ليشمل أولئك الذين بدأوا العمل في سن 20 و21. سيكون بإمكانهم التقاعد في سن 63”. وأضافت أن هذه الخطوة ستشمل ما يصل إلى 30 ألف شخص وستكلف ما يصل إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار) سنويا مما يعني ضرورة إيجاد مصدر للتمويل.

المصدر: فرانس 24