قادة فصائل عراقية موالية لإيران انتقلوا إلى سوريا ولبنان

أكدت مصادر عراقية مطلعة، السبت، أن عدداً من قادة فصائل مسلحة موالية لإيران انتقلوا بالفعل إلى مواقع في سوريا ولبنان، بالتزامن مع التصعيد الميداني في قطاع غزة. ورغم أن قادة تحالف «الإطار التنسيقي» الحاكم حصلوا على توصية إقليمية بالتريث إلى حين تحديد الموقف النهائي من تطور الأوضاع في غزة، لكن يبدو أن المسؤولين الميدانيين بدأوا بالتحرك نحو مواقع في دمشق وبيروت.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن قادة المجموعات المسلحة سافروا بشكل متواتر إلى هذين البلدين رفقة مجموعة مسلحين ولا تبدو مهمتهم قتالية، بل للاستطلاع والمتابعة بالتنسيق مع مجموعات سورية ولبنانية عند مواقع حدودية هناك.

وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن الفصائل العراقية تلقت رسائل من الإيرانيين بشأن الوضع في قطاع غزة، أفادت غالبيتها بأن التدخل المباشر يحتاج إلى ظرف آخر غير هذا، وقد يحدث هذا قريباً: «بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر».

قرار التريث

وحسب المصادر العراقية، فإن «قرار التريث لا يزال سارياً، وإن قادة الفصائل ذهبوا إلى هناك للتعرف أكثر على تفاصيل ميدانية استعداداً لأي تحرك محتمل». وقالت المصادر إن قادة المجموعات نقلت تفاصيل وخرائط وسيناريوهات لشكل المواجهة إلى مسؤوليها في الفصائل العراقية بهدف الاطلاع والتحضير. وأكد المصدر أن «الفصائل العراقية تنتظر أوامر لم تصل بعد وليست هناك نية للحركة من دون أوامر إيرانية واضحة».

في غضون ذلك، تواصل الماكينة الإعلامية لأحزاب «الإطار التنسيقي» ضخ معلومات عن «استعداد المقاومة العراقية للانتقال إلى الميدان والقيام بعمليات هجومية ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية».
تسجيل المتطوعين

ونقل راديو «فردا» الأميركي عن مصادر مطلعة أن نائب قائد «فيلق القدس» محمد رضا فلاح زاده، والسفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، عقدا اجتماعاً خلال الأيام الأخيرة حضره نوري المالكي وقادة الفصائل الموالية لإيران، بما في ذلك «كتائب حزب الله»، طلب خلاله المسؤولون الإيرانيون تكثيف الهجمات الإعلامية ضد إسرائيل ودعم حركة «حماس»، وتسجيل المتطوعين للقتال ضد إسرائيل.

وحسب المصادر، فإن «(فيلق القدس) طلب تأهب الميليشيات وانتظار أوامر إيران». وقال أمين كتائب «حزب الله» في العراق، المعروف باسم أبو حسين الحميداوي، إن «الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان، لدفع شرور الأعداء»، وقبل ذلك كان زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي قد أكد في منشور عبر منصة «إكس»، أن حركته «تراقب الأحداث من قرب مستعدة غير متفرجة».

وليس من المرجح أن يكون جميع قادة الأحزاب السياسية المشاركة في حكومة السوداني متحمسين للانخراط في مواجهة أكبر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن تفاقم الأوضاع هناك قد يشكل ضغطاً على الجميع من إيران وحلفاء آخرين في المنطقة.

خطة مدروسة للحرب

وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أكدها ثلاثة أعضاء من «الإطار التنسيقي»، فإن «طهران أبلغت حلفاءها في العراق بأنها وضعت خطة مدروسة لهذه الحرب (في قطاع غزة)»، فيما استخدم كثيرون داخل الإطار التنسيقي عبارة «المواجهة المفتوحة جغرافياً»، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.

ودعا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في وقت سابق، إلى «نجدة المقاومة في غزة»، مشيراً إلى أن «الموعد في القدس رباني يخص جميع الشرفاء في العالم العربي»، لكنه لم يتحدث خلال الكلمة المصورة التي وزعها مكتبه الإعلامي، يوم الخميس، عن أي خطط للمشاركة الميدانية في غزة.

وقال مقربون من قادة «الإطار»، بعضهم على اطلاع بنقاشات حول المعارك في قطاع غزة، إن «القلق الأساسي لدى الفصائل المسلحة من تداعيات الهجوم الإسرائيلي هو التهديد المباشر الذي سيتعرض له الحلفاء في لبنان وسوريا، وهذا ما ستحاول إيران منعه بأي طريقة، لكن العراقيين لا يعرفون كيف سيتم ذلك حتى الآن».

ويتداول أعضاء في «الإطار التنسيقي» ما يقولون إنها «معلومات أولية» عن إمكانية استخدام قاعدتي «عين الأسد» و«حرير» الأميركيتين في العراق لشن هجمات أو إرسال مقاتلين لدعم الإسرائيليين في قطاع غزة، ويقول أحدهم إنه «لو حدث هذا فسنوقف تنفيذ اتفاق الإطار الاستراتيجي بين العراق وأميركا».

المصدر: الشرق الأوسط