كيف كانت الحياة في السجون الإسرائيلية؟ … رواية معتقلين فلسطينيين أفرج عنهم في إطار صفقة تبادل الرهائن

تحدثت ربى عاصي (23 عاما) التي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحفيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، عن الأوضاع الصعبة جداً في السجن، بعدما سحب الإسرائيليون من المعتقلين “كل إنجازاتهم” بعد الهجوم، في إشارة الى المطالب التي “ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة” مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها … تقول ربى “كلّ شيء سُحب”.

وأضافت ” في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. ولكننا كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا ننام أحيانا ونحن جائعات”.

وتابعت قائلة “كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار”. وأشارت الى أن عمليات التفتيش كانت تحصل “ونحن عاريات”.

وقالت عاصي إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2020 وحكم عليها بالسجن لمدة 21 شهرا بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وأطلق سراحها في أيار/ مايو من العام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس.
أدلة وشهادات على عمليات تعذيب وسوء معاملة داخل السجون الإسرائيلية

أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر “حالة طوارىء” في السجون. ولم يعد بإمكان المعتقلين الخروج من زنزاناتهم بينما تكثفت عمليات التفتيش.

وذكر “نادي الأسير” الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي الى السجون توقفت أيضا.

كما أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها “شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة”.

وتحدّث الناشط رمزي عباسي (36 عاما) المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل رهائن، عن “عمليات ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم”.

وحكم على عباسي في شهر نيسان/أبريل بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن يُنقل الى النقب.

وقال إن “سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام”.

لكن مصلحة السجون الإسرائيلية لم تردّ على سؤال لفرانس برس عن أوضاع السجون.

وتشير “أمنستي” الى أشرطة فيديو يتمّ تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها “جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين”.
هجمة انتقامية ضد المعتقلين

نقلت منظمة العفو الدولية عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله إن محتجزين أُجبروا على “الإشادة بإسرائيل وشتم حماس”، إلا أن ذلك “لم يساعدهم على تجنب الضرب”.

وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بيانا طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه “الهجمة الانتقامية” ضدهم.

أشار المعتقلون في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، الى وفاة ستة سجناء في السجون الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ووصفوها ب”الإعدامات”. وتحدثوا عن “تهديدات بالقتل داخل السجون”.

لكن مصلحة السجون الإسرائيلية قالت إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.

وحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 3580 فلسطينيا، ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الإجمالي في السجون الإسرائيلية الى 7800.

المصدر: مونت كارلو الدولية