لبنان: أسعار المحروقات تواكب تحليق الدولار… وتلامس المليون ليرة

لليوم الثاني على التوالي، شهدت أسعار المحروقات في لبنان اليوم (الجمعة)، ارتفاعاً كبيراً حيث بات سعر صفيحة البنزين قاب قوسين أو أدنى من المليون ليرة لبنانية، متأثراً بالانخفاض غير المسبوق الذي شهدته العملة اللبنانية، بعدما تخطى سعر صرف الدولار في السوق السوداء الـ50 ألف ليرة للدولار الواحد.

وأظهر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط – ارتفاعاً في سعر صفيحتي البنزين فبلغت زيادة صفيحة 95 أوكتان 32000 ليرة لبنانية (0.64 دولار) لتصل إلى 894000 ليرة (17.88 دولار)، وزادت صفيحة 98 أوكتان 33000 ليرة (0.66 دولار) لتبلغ 917000 ليرة (18.34 دولار)، وزاد سعر صفيحة المازوت 26000 ليرة (0.52 دولار) مسجلة 943000 ليرة (18.86 دولار)، وقارورة الغاز 24000 ليرة (0.48 دولار) لتصبح 572000 ليرة (11.44 دولار).

وفي هذا الإطار، أوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس تفاصيل وأسباب ارتفاع أسعار المحروقات، وقال في تصريح: «مع استمرار ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية ووصول سعر برميل نفط البرنت الخام إلى 87 دولاراً أميركياً، أي بزيادة 10 دولارات في فترة أسبوعين، إضافة إلى المسيرة التصاعدية المتواصلة لسعر صرف الدولار في الأسواق الحرة (الموازية) في لبنان والذي تخطى صباحاً 50700 ليرة أي زيادة نحو 3000 ليرة منذ بداية هذا الأسبوع، صدر اليوم جدول جديد لتركيب أسعار المحروقات مع ارتفاع في سعر صرف الدولار 900 ليرة بحيث احتسب 50500 عوضاَ عن 49600 ليرة في جدول يوم أمس الذي كان بدوره قد ارتفع 1500 ليرة عن جدول يوم الاثنين الفائت الذي حدد فيه الدولار 48100 ليرة».

وأضاف: «شهد الجدول أيضاً ارتفاعاً بأسعار المحروقات المستوردة بحيث ازداد سعر ألف ليتر من البنزين 14.60 دولار والمازوت 10 دولارات تقريباً. وعليه ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 32000 ليرة لتصبح 894000 ليرة وصفيحة المازوت 26000 ليرة لتصبح 943000 ليرة، وقارورة الغاز 24000 ليرة لتصبح 572000 ليرة».

كذلك، لفت البراكس إلى أنه «من المتوقع أن تعاود أسعار المحروقات الارتفاع بسبب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية واستمرار سعر صرف الدولار بالارتفاع بوتيرة سريعة».

وتم ربط الليرة بالدولار عند سعر 1507 ليرات عام 1993، وهو ربط استمر حتى عام 2019 عندما تسببت عقود من الهدر وسوء الإدارة والفساد في أزمة مالية، وصارت أكبر ورقة متداولة، وهي فئة 100 ألف ليرة التي كانت تساوي 67 دولاراً، تعادل الآن دولارين فقط.

ويتزامن تدهور الليرة اللبنانية مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار. وتعتمد المصارف وشركات تحويل الأموال أسعار صرف مختلفة.

وتُعد الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان. وعلى مدى 3 سنوات، بات أكثر من 80 في المائة من السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

وحسب دراسة حديثة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عانى نحو مليوني شخص من سكان لبنان من انعدام الأمن الغذائي بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) 2022.

ولم تنجح السلطات بعد في تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزيف. وأعلن الصندوق في أبريل (نيسان) الماضي توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة 3 مليارات دولار على 4 سنوات. لكن تطبيقها مرتبط أيضاً بالتزام السلطات بتنفيذ إصلاحات مسبقة، بينها توحيد أسعار الصرف.

المصدر: الشرق الأوسط