ليبيا: «ميليشيات» موالية للدبيبة تستنفر لمنع باشاغا من دخول العاصمة

أعلنت «ميلشيات مسلحة» موالية لـ«حكومة الوحدة» الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة حالة الاستنفار والطوارئ بين عناصرها في العاصمة طرابلس، وتعهد قادتها بالتصدي لكل من «يتوهم بالتحشيدات العسكرية أو إحداث الفوضى داخل طرابلس»، في إشارة إلى فتحي باشاغا رئيس «حكومة الاستقرار» المكلفة من مجلس النواب.
ورصد سكان محليون ووسائل إعلام محلية وصول المزيد من التحشيدات العسكرية إلى العاصمة طرابلس مساء أول من أمس، بما في ذلك أرتال تحمل شعار «قوة حماية الدستور» التابعة لحكومة الدبيبة من مصراتة وتمركزها بمعسكر ميليشيات «بشير البقرة» بمنطقة تاغوراء، كما رصدت لقطات مصورة لخروج رتل مسلح من مصراتة يضم عدداً من الدبابات والمدرعات في طريقه إلى العاصمة.
واعتبرت القيادات الأمنية والعسكرية الموالية لحكومة الدبيبة بالمنطقة الغربية في بيان تلته من ميدان الشهداء بوسط طرابلس عقب اجتماعها بقاعدة بوستة البحرية مساء أول من أمس، أن «أمن طرابلس خط أحمر». وأكدوا رفضهم لمحاولات «تفصيل قوانين ودساتير على أشخاص بعينهم» كما أعلنوا «دعم المصالحة الوطنية بشرط ألا تقوم بتمكين مجرمي الحرب» في إشارة ضمنية إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد.
وبعدما رأوا أن الانتخابات هي المَخرج الوحيد للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد والتي يجب إجراؤها وفق قاعدة دستورية نزيهة وعادلة أعلنوا رفضهم القاطع لدخول ليبيا مرحلة انتقالية جديدة تحت أي مسمى.
وشددت القيادات على «حل أزمة توقف النفط التي تسببت في أزمة انقطاع الكهرباء والوقود مع رفض استخدام هذه الورقة للمساومة السياسية».
في المقابل، اتهم فتحي باشاغا رئيس «حكومة الاستقرار» الموازية غريمه الدبيبة الذي ادّعى أنه لا يملك سيطرة على الأرض بأمر ميليشياته بإطلاق النار عليه وعلى مؤيديه لدى محاولة دخول طرابلس في مايو (أيار) الماضي.
وأبلغ باشاغا لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني مساء أول من أمس، في اجتماع افتراضي من مقره المؤقت في سرت أنه انسحب فقط «تفادياً لإراقة الدماء وتجنب فقدان المزيد من الأرواح الليبية».
وقال إن الدبيبة الذي تواصل الأمم المتحدة وبعض الجهات الدولية الأخرى الفاعلة لدعمه، بما في ذلك الحكومة البريطانية، يجلس في طرابلس محمياً من عدد محدود من الميليشيات التي يُعتقد أن بعضها على صلة بجماعات إرهابية دولية.
وزعم أن هناك عودة لنشاط الجماعات الإرهابية في الجنوب وانفلاتاً أمنياً كبيراً وعودة لسطوة الميليشيات وابتزازها لمؤسسات الدولة واستحواذها على سلطة القرار وارتفاع مؤشر انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى استخدام إيرادات النفط بلا خجل لحماية مصالح شخصية، بدلاً من استخدامها لمصلحة الشعب الليبي في ظل الحكومة منتهية الولاية.
كما لفت إلى رجوع الانقسام السياسي والمؤسساتي وارتفاع خطاب الكراهية والتحريض على العنف بالإضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الغداء والدواء دون معالجات حكومية وتفاقم أزمة الكهرباء رغم كل الأموال الكبيرة التي صُرفت لها، مشيراً إلى أن «الطالب الليبي أمضى عامه الدراسي كاملاً دون كتب بسبب الصراع والتسابق على العمولات والصفقات في حادثة هي الأولى من نوعها في البلاد».
إلى ذلك تبرأ مؤيّدو نظام العقيد الراحل معمر القذافي من تهمة الاعتداء على مقر مجلس النواب في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، وقالوا إن «مَن قام بهذا الجرم لا يمثل إلا نفسه».
ونقل عقيلة صالح، رئيس المجلس، في بيان وزعه المتحدث الرسمي باسمه، عن وفد من أنصار النظام السابق التقاهم مساء أول من أمس، في مكتبه في مدينة القبة إدانتهم لأعمال التخريب والنهب والحرق التي تعرض لها مقر مجلس النواب، مؤكدين دعمهم لمجلس النواب بصفته السلطة الشرعية المُنتخبة من الشعب الليبي.
وأوضح أن اللقاء الذي حضره عدد من ممثلي الأحزاب الوطنية، تناول تطورات الأوضاع في البلاد بشكل عام.
إلى ذلك، قال السفير الأميركي ريتشارد نورلاند إنه بحث في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ما وصفه بـ«الدور المهم» للاتحاد في دعم المصالحة والأمن والاستقرار في ليبيا بما يعود بالنفع على الأمن الإقليمي لأعضاء الاتحاد الأفريقي وسائر الدول خارج أفريقيا، مشيراً إلى مناقشة الجهود المبذولة لتحديد ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا يكون فعالاً ومؤثراً ويمكنه الاستمرار في تيسير التقدم المحرز خلال عهدة ستيفاني ويليامز.
وكان نورلاند قد اجتمع برفقة سفيرة الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي لابين، مع عبدي هيبي ممثل جيبوتي لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ورئيس مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي للشهر الحالي، كما اجتمعا بنظرائهما من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، بمن فيهم مندوبو الجزائر وتشاد وممثلو الدول الأفريقية الأعضاء حالياً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

المصدر: الشرق الأوسط