مسيرة حاشدة في صنعاء تضامنًا مع غزّة

إضافة إلى التظاهرات الأسبوعية التي ينظّمها المتمردون اليمنيون منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، يؤكد الحوثيون المدعومون من إيران، أنهم يساندون الفلسطينيين من خلال تنفيذ هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر يعتقدون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجّهة إليها.

وكتب المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام على منصّة “إكس”: “حشود جماهيرية مليونية هي الأكبر منذ بداية (عملية) طوفان الأقصى.. في العاصمة صنعاء”.

وتحت شعار “دماء الأحرار على طريق الانتصار”، غصّ ميدان السبعين في صنعاء بحشود حملت الأعلام اليمنية والفلسطينية ولافتات كُتبت عليها شعارات مؤيّدة لغزة وفلسطين والقدس ومناهضة لإسرائيل.

وهتفت الحشود بشعار “الله وأكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل النصر للإسلام”.

وشاهد مصوّر متعاون مع فرانس برس مروحيات وطائرات حربية تحلّق على علو منخفض فوق الحشود، في ما بدا أنّه استعراض قوّة.

واقتصرت المشاركة على الرجال من كافّة الأعمار ورفع كثرٌ الأسلحة النارية أو الخنجر اليمني التقليدي.

وأُلقي بيان المسيرة أمام الحشود وجاء فيه “نؤكد تأييد قرارات القيادة في خوض معركة الشرف والبطولة وللعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة اليمنية”.

ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

وتسبب ذلك بتعطيل حركة التجارة العالمية وارتفاع أسعار الشحن ودفع الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف بحري يضمّ 20 دولة لحماية حرية الملاحة.

وخرجت تظاهرات كبرى أيضًا في محافظات يمنية أخرى خاضعة لسيطرة المتمردين.

والحوثيون جزء من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران ويضمّ أطرافًا أخرى تدعمها طهران مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.

في بيروت، اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة أن تظاهر اليمنيين هو “رسالة الى الولايات المتحدة” يقولون فيها “أنتم لا تواجهون حكومة ولا جيشا ولا مقاومة…. بل ملايين وعشرات الملايين من الشعب اليمني”.

وأضاف “لن يتردد اليمنيون حتى لو لم تصل مسيّراتهم وصواريخهم…” مؤكدًا أن “السفن المستهدفة ستغادر البحر الأحمر”.

واندلع النزاع في اليمن في 2014. وسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى.

تراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة في نيسان/أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.

المصدر: فرانس 24