من أم تعيش في غزة… لن تعرف أبدًا مدى الألم الذي نشعر به أو ما تسببت فيه حماس

يشير الكثيرون إلى حماس على أنهم مقاتلون من أجل الحرية يشاركون في مقاومة مناهضة للإستعمار. إنها إهانة للشعب الفلسطيني أن نشير إلى مجموعة مثل هذه باسم مقاتلينا من أجل الحرية.

أنا لست هنا للدفاع عن أحد سوى عائلتي وشعب فلسطين. لم نكن في سلام مع إسرائيل قط، لفترة طويلة جدًا. وهذا متفق عليه. ومع ذلك، كنا نعيش بسلام نسبيا. كان لدينا بيوت ومدارس ومستشفيات ومساجد و، و، و. ولكن الآن، وبفضل حماس، اختفى كل شيء.

نعم، يُقتل العديد من الأبرياء في غزة كل يوم، ولكن يجب على المرء أن يفهم أن حماس هي التي نكشت الدب. عبرت حماس الحدود الإسرائيلية وذبحت العائلات والأطفال والمسنين، واحتجزت أكثر من 200 رهينة. الكثير منا ممن يعيشون في غزة يكرهون حقيقة أن حماس تحكمنا، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكننا التحدث ضدهم لأنه إذا تحدثت ضد الظالمين المستبدين، فسيتم التعامل معك بسرعة، ومع عائلتك أيضًا، حيث لن تتراجع حماس قط عن العنف.

نحن لا نهمهم: يهمهم البقاء والإستمرار في الحكم.

ولا ينبغي لنا أن نلقي بكل أهل غزة في نفس دلو حماس، وهو ما يعتبره العديد من الفلسطينيين إهانة خطيرة. حماس تحب أن تلعب دور الضحية والمظلوم والمحاصر. وتحت “مظلة القمع” تلك، تبرر حماس عنفهم. ويفضلون بطبيعة الحال أن يُنظر إليهم على أنهم مناضلون من أجل الحرية وليس كمجرمين.

الحقيقة هي أن حماس ليست غزة، وغزة ليست حماس. إن غزة عبارة عن منطقة من الأرض يعيش فيها أناس يحاولون بذل قصارى جهدهم من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف مزرية. نحن مجرد بشر، مثلكم ومثل جيراننا الإسرائيليين. نريد أن نعيش في بيئة سلمية حيث لا يكون لدينا قلق على سلامة أطفالنا. نريد أن نكون قادرين على ممارسة حياتنا اليومية دون خوف من سقوط الصواريخ على رؤوسنا.

والآن يتعين على سكان غزة أن يدفعوا ثمن فساد حماس وهجومهم الوحشي والمروع.

يجب أن نفهم من يقف وراء كل هذا ومن يقدم التمويل والمساعدة. وبينما تصور إيران نفسها للعالم العربي على أنها الداعم الرئيسي لحماس من أجل وقف الهجومالإسرائيلي، فإنها في الواقع تفعل العكس، وهي السبب في وجود العديد من الضحايا في غزة في المقام الأول. الأمر كله يتعلق بنفوذ إيران في المنطقة، ليس إلا. لا تستطيع إيران أن تخسر حماس، ولا تستطيع حماس أن تخسر إيران. ولو لم ترسل إيران كل الأسلحة إلى حماس في المقام الأول، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. إنها غزة التي لن تتعافى أبدا. إن سكان غزة هم الذين سيتخلون عن حلمهم بوطن إلى الأبد. لماذا يجب علينا أن ندفع ثمن باهظ مثل هذا؟

إن أفضل طريقة لمساعدة أهل غزة هي عدم الخلط بينهم وبين حماس. وبدلاً من ذلك، ساعدونا على الخروج من طغيان حماس. دعونا جميعا نرغب في رؤية غزة كقطاع مستقل متحرر من براثن حماس. إنه فعلا حلم الكثيرين منا أن نرى وطننا يومًا ما خاليًا من قبضة حماس حتى نتمكن من التنفس، والعيش بسلام، والتحدث بحرية، والازدهار.

لقد حان الوقت لنقول لحماس كفى.

المصدر: بريد الصفحة