نازح فلسطيني في رسالة صوتية عبر إذاعة محلية: “دمرتونا.. حسبي الله عليك يا سنوار”..

فيما يستمر النزوح الجماعي نحو مدينة رفح، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي تشهده مختلف مناطق القطاع، والذي يحتدم مؤخراً في الجنوب، وجه نازح فلسطيني رسالة لحكومة قادة حماس بسبب الوضع الحالي الذي يعيشه أهل القطاع عقب عملية 7 أكتوبر التي نفذتها الحركة الفلسطينية.

وقال نازح فلسطيني في رسالة صوتية وجهها عبر إذاعة محلية: “دمرتونا.. حسبي الله عليك يا سنوار”.. ويحيى السنوار هو رئيس الجناح السياسي في حركة حماس.

كما تابع “اتهجرنا من غزة على خان يونس ومن خان يونس على رفح.. انسرقنا احنا وأهلنا وأولادنا”.. في إشارة إلى قيام عناصر من الحركة بسرقة المساعدات التي تصل للنازحين في القطاع، حسب زعمه.

وأوضح الرجل الفلسطيني في حديثه، أن لا أحد يقدر من القيادات في حماس أحوال أهالي القطاع، مضيفاً “حتى الماء لا نجده”.
مختبئون تحت الأرض

كذلك قال متوجهاً لقيادات حركة حماس “سلم هالأسرى اللي عندك”، مضيفاً “السنوار وقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف مختبئون تحت الأرض”.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد، أمس الأربعاء، أن قواته تحاصر منزل قائد حماس في غزة يحيى السنوار في خان يونس، مضيفاً أن السنوار “موجود تحت الأرض”. وشدد الجيش الإسرائيلي قائلاً: “مهمتنا الوصول إلى يحيى السنوار وقتله”.

كما بين أن قواته في غزة تعمل “في قلب مدينة خان يونس” للمرة الأولى.

والسنوار البالغ 61 عاما، قضى 23 منها في السجون الإسرائيلية، وخرج في صفقة تبادل للأسرى عام 2011. وتتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى”، وهي التسمية التي أطلقتها حماس على هجومها المباغت الذي يعد الأسوأ في تاريخ الدولة العبرية.

وفي الأيام الأخيرة، بدأت القوات الإسرائيلية في اقتحام خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، وشنت ما يعتقد أنه أكبر هجوم بري منذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت سبعة أيام.

نزوح مستمر.. وأوضاع إنسانية مروعة

يأتي ذلك، فيما تتواصل عملية النزوح نحو مدينة رفح بناء على أوامر من الجيش الإسرائيلي الذي طالب بإخلاء خان يونس وأعلنها منطقة قتال خطيرة مع استمرار الضربات والقصف شمالاً.

ويعيش سكان القطاع ظروفا مأساوية على جميع الصعد، في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة، من أن “الوضع الإنساني في غزة أصبح مروعا”.

فيما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل القطاع منذ بدء الحرب، بما يمثل أكثر من 80% من سكانه.

بدوره، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الأربعاء، من أن ما يقرب من مليوني فلسطيني – أمرتهم إسرائيل بالاحتماء في الجنوب – محشورون الآن “في أماكن صغيرة ومكتظة للغاية في ظروف غير صحية”.

وأضاف: “المساعدات الإنسانية انقطعت فعلياً مرة أخرى، مع انتشار المخاوف من انتشار الأمراض وتفشي الجوع على نطاق واسع”.

مخاوف من تهجير الفلسطينيين

وكان المفوض العام لوكالة “أونروا”، فيليب لازاريني، حذر قبل يومين من أن القتال في جنوب قطاع غزة “سيوفر احتمالية كبيرة بأن يتجه سكان غزة إلى أقصى الجنوب وتخطي الحدود”.

في حين، يتخوف العديد من الدول العربية والمراقبين من تهجير الفلسطينيين مرة أخرى، بمشهد يذكر بـ”النكبة”.

واندلعت حرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم شنّته الحركة داخل جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وفق السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، قتل القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصا منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة القطاع.

المصدر: العربية