هل سيكون تكليف محمد مصطفى برئاسة الحكومة “المخرج” من الأزمة؟

كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الخميس (14 آذار/مارس 2024)، المستشار الاقتصادي محمد مصطفى تشكيل الحكومة التاسعة عشرة، في حين تشهد الأراضي الفلسطينية حالة توتر على خلفية الحرب المحتدمة في قطاع غزة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ومحمد مصطفى (69 عاما) رجل اقتصاد مستقل سياسيا وكان نائب رئيس وزراء ووزير اقتصاد في حكومة الوفاق الوطني التي شكلت بمشاركة حماس في سنة 2014 واستمر في المنصب سنة واحدة. واضطلع بدور رئيسي في إطلاق برنامج إعادة إعمار قطاع غزة عام 2014. وهو عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.

كذلك، شغل محمد مصطفى منصب رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني. ويتمتع بخبرة دولية بعدما عمل في البنك الدولي في واشنطن لمدة خمسة عشر عاما. وكان مستشارا اقتصاديا لحكومة الكويت بشأن الإصلاح الاقتصادي، ومستشارا لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية. وعمل أستاذا زائرا في جامعة جورج واشنطن.

وقال أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد عبد المجيد سويلم لوكالة فرانس برس إن تعيين محمد مصطفى “هو نوع من التحصين الذي أراده الرئيس في مواجهة تحديات وطنية من اليمين الإسرائيلي الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني”.

وأضاف “إنها محاولة لإعادة بناء الذات الوطنية … وإغلاق بعض الثغرات في السلطة الفلسطينية. فالرئيس محاصر ويتعرض لضغوط” من إسرائيل وواشنطن. وقال إن محمد مصطفى يعتبر “مقبولا من الأميركيين بصفته يتبع نهجا ليبراليا”.

ويخلف رئيس الحكومة الجديد محمد اشتيه الذي استقال قبل أقل من 20 يوما.

مهمة ضخمة

وسيواجه مصطفى مهمة إدارية ودبلوماسية ضخمة بعد تحول مساحات كبيرة من غزة الآن إلى ركام ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واحتياجهم إلى المساعدات. وتشهد الضفة الغربية أيضا أسوأ أعمال عنف منذ عقود.

وبالإضافة إلى مهمة الإشراف على مساعدات دولية متوقعة بمليارات الدولارات، سيحتاج مصطفى إلى التأييد السياسي من حماس وأنصارها والتعاون من جانب إسرائيل التي تريد القضاء على الحركة. ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء إصلاحات جذرية في طريقة الإدارة داخل السلطة الفلسطينية. وتريد واشنطن أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا قياديا في حكم القطاع بعد الحرب.

وأشاد مبعوث أممي بتكليف محمد مصطفى رئيسا للحكومة الفلسطينية، وقال إنه جاء في الوقت المناسب. وأضاف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في بيان “التقيت رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الذي تم تكليفه اليوم”. وأوضح “أهنىء الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس على هذا التعيين الذي جاء في الوقت المناسب”.

المصدر: دي دبليو