وفاة 4 مهاجرين في حادث غرق قارب بالقرب من السواحل البريطانية

تجري حالياً عمليات إنقاذ لعدد من المهاجرين، بعدما تعرّض قاربهم للغرق بالقرب من السواحل البريطانية في ساعات الصباح الأولى. وأرسلت السلطات فرق الإنقاذ التابعة لخفر السواحل، بما فيها الإسعاف الجوي وقوارب النجاة للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى مشاركة مروحية تابعة للبحرية الفرنسية.

وأكدت الحكومة البريطانية وفاة 4 مهاجرين غرقاً بعد محاولتهم عبور القناة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، بحسب بيان حكومي. وأوضحت أن التحقيقات جارية وسنقدم مزيدا من المعلومات في الوقت المناسب.

فيما قالت مصادر حكومية لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إنه للأسف قد يكون هناك المزيد من الضحايا. أبلغنا في وقت سابق أنه تم إنقاذ 43 شخصا خلال عملية بحث وإنقاذ كبيرة جارية.

وتأتي هذه الحادثة بعد ساعات فقط من تعهّد رئيس الحكومة ريشي سوناك بسنّ قوانين جديدة تكافح الهجرة، وتضمن عدم تدفّق المزيد من المهاجرين الألبان بشكل خاص. وعبر القناة الإنكليزية حتى منتصف الليلة الماضية 44711 شخصاً على متن قوارب صغيرة، وفقاً لبيانات “سكاي نيوز”، وهذا يشمل 1087 قارباً بمتوسط 41 شخصاً لكل قارب. بينما عبر القناة العام الماضي ما يقارب الـ28526 شخصاً.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “نحن على علم بحادث وقع في مياه المملكة المتحدة، وجميع الوكالات ذات الصلة تدعم استجابة منسقة. وسيتم تقديم مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب”.

من جهتها، أكدت “بي بي سي” عن طريق مراسلها العثور على وفيات بين المهاجرين، إلا أن السلطات لم تؤكّد ذلك حتى اللحظة.

وكان سوناك قد تعهد أمس بإنهاء تراكم طلبات اللجوء إلى المملكة المتحدة بحلول العام المقبل، عبر سنّ قوانين جديدة وفرض إجراءات تساعد في تقييد العبور. وسيتم بموجب الخطة الجديدة التي أعلن عنها سوناك إنشاء وحدة خاصة من 400 موظّف مختصّ للتعامل مع طلبات اللجوء التي تقدّم بها مهاجرون ألبان، وهو ما وصفته الجمعيات الخيرية والحقوقية بالإجراء “القاسي” و”غير الفعال”، وخاصة أن طلبات اللجوء تراكمت خلال السنتين الماضيتن بسبب تداعيات جائحة كورونا والإغلاق، وبسبب الأزمة الاقتصادية والتخبّط الذي عاشته حكومة “المحافظين” مع تنحّي بوريس جونسون، وما تلاه من معارك داخلية.

ووصل عدد الطلبات المعلقة إلى 117000 طلب لأشخاص ينتظرون قراراً أولياً في أوضاعهم ولا تحق لهم بالتالي مزاولة أي عمل. وخصّ سوناك المهاجرين الألبان (يشكّلون 35 بالمائة من عدد الوافدين)، موجّهاً إليهم الاتهام بـ”استغلال النظام والقوانين عبر التظاهر بأنهم ضحايا العبودية الحديثة”.

لكن رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي حذرت من أن العبودية الحديثة “تهديد حقيقي وحالي”، مطالبة سوناك بـ”عدم التقليل من تدابير الحماية الرائدة في العالم لضحايا هذه الجريمة المروعة”.

وفي حديث لـ”بي بي سي”، نفى سوناك تلك الادّعاءات، قائلاً إنه يريد منع “تعطيل النظام من قبل أشخاص يقدمون ادعاءات كاذبة”.

من جهتها، رحّبت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالإجراءات المتخذة لمعالجة مشكلة تراكم طلبات اللجوء، لكنها قالت إن خطط تقييد عبور اللاجئين الذين يصلون عبر “طرق آمنة وقانونية” تتعارض مع مبادئ اتفاقية اللاجئين لعام 1951.

المصدر: العربي الجديد