14 قتيلًا في تحطم مروحية وزير الداخلية الأوكراني قرب كييف

لقي وزير الداخلية الأوكراني و13 شخصا آخر مصرعهم جرّاء تحطّم مروحية قرب روضة أطفال صباح الأربعاء في منطقة كييف، في مأساة “مروّعة” وقعت أثناء توجهه إلى خطوط القتال الأمامية في خضم الحرب مع روسيا.

تحطمت المروحية وهي من طراز سوبر بوما إي سي 225 (من صناعة إيرباص هليكوبتر، يوروكوبتر سابقًا) وفق جهاز الطوارئ التابع لوزارة الداخلية الأوكرانية، في الساعة 08,20 صباحًا في بروفاري قرب كييف.

وأوضح جهاز الطوارئ عبر تلغرام “أصيب مبنى روضة الأطفال، ثم امتد الحريق عبر نوافذ مبنى مكون من أربعة عشر طابقًا وإلى ثلاث سيارات”، مضيفًا أن تسعة أشخاص كانوا على متن المروحية، من بينهم الوزير دنيس موناستيرسكي ونائبه.

ووفق أحدث حصيلة للجهاز بعد الظهر، لقي 14 شخصا بينهم طفل حتفهم، فيما نقل 25 جريحًا في المستشفى بينهم 11 طفلاً. وما زالت أعمال إزالة الأنقاض جارية.

وكان تقرير سابق قد أفاد بمصرع 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال.

أثار الحادث الذي يأتي بعد أربعة أيام من ضربة صاروخية روسية أسفرت عن مقتل 45 شخصًا في دنيبرو بشرق أوكرانيا، مشاعر صدمة كبيرة.
“الألم لا يوصف”

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان على شبكات التواصل الاجتماعي “اليوم، وقعت مأساة مروعة في بروفاري بمنطقة كييف. الألم لا يوصف”.

وأشار إلى أن الحادث طال روضة أطفال وأدى إلى مقتل وزير الداخلية ونائبه يفغيني إينين ووزير الدولة للشؤون الداخلية يوريتش لوبكوفيتش.

وأكد أنه أمر بفتح تحقيق في أسباب تحطم المروحية.

وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية إنها تدرس جميع الفرضيات، بما في ذلك فرضية “عمل تخريبي متعمد”. وعرضت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر على كييف مساعدتها في التحقيقات.

وأظهرت صور لمكان التحطم بقايا المروحية المتفحمة قرب الواجهة السوداء لمبنى سكني، وتحطم سيارة جزئيًا، ومبنى روضة الأطفال المدمر جزئيًا فيما يعمل عناصر الطوارئ على إزالة أنقاضه.

وقال شاب في تصريح لتلفزيون “سولبين” الأوكراني “اتصلت بصديق يعيش هناك. أخبرني أن شيئًا ما قد وقع على الحضانة، وأنه ساعد ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة وسبع سنوات على الخروج واعتنى بهم”.

وأضاف “طلب مني القدوم، ساعدنا في إزاحة السيارات للسماح بوصول المساعدة”.

وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير الإدارة الرئاسية للتلفزيون الأوكراني “كان الغرض من هذه الرحلة (هو الذهاب) إلى إحدى النقاط الساخنة حيث يدور القتال”. وأفادت مصادر مختلفة أن المروحية كانت متجهة إلى دنيبرو أو إلى منطقة خاركيف (شمال شرق).

واعتبر المسؤولون الأوكرانيون، على غرار رئيس الوزراء دينيس شميهال على تلغرام، أن مصرع وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي (42 عاما) يمثل “خسارة كبيرة”، علما أن الراحل محامٍ سابق انضم إلى حزب فولوديمير زيلينسكي.
تعازي من الغرب

واعتبرت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار التي قالت إنها تعرف الراحل منذ فترة طويلة، أنه يمثّل الجيل الجديد من المسؤولين الذين وصلوا إلى السلطة مع تولي زيلينسكي الرئاسة.

وقالت إنه “كان أول وزير للداخلية كان يعطي قيمة عليا للإنسان وحقوقه”.

ووجّه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء تعازيه للشعب الأوكراني، واصفًا موناستيرسكي بأنه كان “صديقًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي”.

قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ومكتب رئيس الوزراء البريطاني وسفارة الولايات المتحدة على وجه الخصوص تعازيهم لأوكرانيا.

وواصلت روسيا التي لم تعلق على الحادث، ممارسة ضغوطها سواء على الجبهة الشرقية في أوكرانيا حيث يحاول جيشها استعادة يد العليا في المعارك، وكذلك من خلال تصريحات الكرملين أو المتحدثين باسمه.
“لا شكوك” لدى بوتين

إلى ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن “ليس لديه شك” بشأن انتصار روسيا “مضمون”، بعد حوالي عام من بدء العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

وأكد أن روسيا تواجه “نظاما نازيا جديدا” في أوكرانيا، وقال خلال زيارة لمصنع أسلحة في سانت بطرسبورغ إن موسكو ستواصل “مساعدة” سكان شرق أوكرانيا الانفصالي.

وذهب وزير خارجيته سيرغي لافروف أبعد من ذلك مشبّها تصرفات الدول الغربية ضد بلاده بـ”الحل النهائي” الذي اعتمده النظام النازي لإبادة اليهود.

وجاءت التصريحات الجديدة للافروف خلال مؤتمره الصحافي السنوي، وقد قال الأربعاء “تماما على غرار نابليون الذي حشد عمليا كل أوروبا ضد الإمبراطورية الروسية، وتماما على غرار هتلر الذي حشد واستولى… على غالبية البلدان الأوروبية ووضعها في مواجهة الاتحاد السوفياتي، تشكّل الولايات المتحدة الآن تحالفا” ضد موسكو.

وتابع “المهمة هي نفسها: الحل النهائي للمسألة الروسية. تماما على غرار هتلر الذي أراد ان يحل نهائيا مسألة اليهود”.

تأتي هذه التصريحات بعد نحو 11 شهرًا من بدء الهجوم في أوكرانيا حيث عانت القوات الروسية من عدة انتكاسات كبيرة في الأشهر الأخيرة.

في مواجهة الصعوبات على الأرض، أمر بوتين بتعبئة 300 ألف من عناصر الاحتياط وشن حملة قصف للبنية التحتية للطاقة الأوكرانية.

المصدر: فرانس 24