80 ألف شخص فروا من رفح خوفا من القصف الإسرائيلي
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الخميس بأن حوالي 80 ألف شخص فروا من رفح خلال ثلاثة أيام منذ كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
وقالت الأونروا على منصة “إكس” “منذ تكثّفت عملية القوات الإسرائيلية العسكرية في السادس من مايو، فرّ حوالي 80 ألف شخص من رفح، بحثا على مكان آخر للجوء إليه”، محذّرة من أن “خسائر هذه العائلات لا تُحتمل. لا يوجد مكان آمن”.
كما حذر نائب مدير الوكالة الأممية، سكوت أندرسون، من نفاد ما لديها من حصص غذائية في غزة بحلول غد الجمعة. وأشار إلى أن مخزونات الوقود لدى الأونروا في القطاع تتآكل أيضا. وفق ما نقل عنه موقع بوليتيكو.
ووصف سكوت ما تخطط له إسرائيل من اجتياح لرفح في أقصى جنوب غزة بالمأساة. وقال إن المدينة التي تسع اليوم 1.4 مليون شخص جلهم من النازحين من شمال غزة تمثل الآن “كارثة تتشكل ببطء”.
إلى ذلك، اعتبر أن أي وصف تقدمه إسرائيل لما تنفذه على الأرض في رفح “يجافي الواقع الميداني”.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن الاثنين الماضي أن الجيش طالب الموجودين ببعض مناطق رفح الاتجاه إلى خان يونس تفاديا لعملية عسكرية وشيكة. وحذر المتحدث النازحين من العودة إلى الشمال أو الاقتراب من السياج الأمني الشرقي والجنوبي ومن الرجوع شمالا من وادي غزة، مشددا على أن مدينة غزة ما زالت منطقة “قتال خطيرة”.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية.
ونزح الآلاف من المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث اكتظت الطرق خارج رفح بحشود خرجوا إما سيرا على الأقدام أو في مركبات ضمن عملية إخلاء مشوشة سادها القلق والهلع.
وكدس النازحون أمتعتهم على السيارات والشاحنات والعربات التي تجرها الحمير. في حين هرع عمال منظمات الإغاثة لمساعدة السكان الذين تقطعت بهم السبل بعد سبعة أشهر من الحرب.
وكانت العديد من المنظمات الأممية حذرت مرارا في السابق من الأوضاع المعيشية المزرية التي يعيشها قاطنو رفح، كما أكدت ألا مناطق آمنة يلجأ إليها هؤلاء النازحون في كامل القطاع.
وتخوض فصائل فلسطينية اشتباكات مع القوات الإسرائيلية المتوغلة برفح، فيما يقصف الجيش الإسرائيلي بعض مناطق شرقي المدينة جويا ومدفعيا، دون دخول المناطق السكنية حتى الآن.
وبزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، تُصر إسرائيل على اجتياح رفح، رغم تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية؛ لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة، بينهم 1.4 مليون نازح.
وحاليا، تخوض إسرائيل وحماس في القاهرة مفاوضات غير مباشرة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أن رفضت تل أبيب مقترحا مصريا قطريا وافقت عليه الحركة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: جريدة العرب