قوات الدعم السريع تحذر من حرب أهلية بسبب “كتائب المتطوعين”
اعتبر مصطفى إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن التوجيه بتشكيل كتائب مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز المخابرات ومتطوعين للمشاركة في الحرب الدائرة في السودان محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية يشترك فيها المجتمع، بحسب وصفه.
وكانت صحيفة “السوداني” السودانية ذكرت الأحد أن ياسر العطا، مساعد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وجّه بتشكيل تلك الكتائب وأمر حكّام الولايات وقادة الفرق العسكرية بالاستمرار في تسليح المتطوعين وإعدادهم وتدريبهم على كافة الأسلحة.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي، الاثنين، وصف إبراهيم تصريحات العطا بأنها “نقل للأحداث الحالية إلى حرب أهلية، بإقحام حتى للطرق الصوفية في هذه الحرب”.
واعتبر إبراهيم هذه التوجيهات “غير مسؤولة، لأنها تدعوا المجتمع للمشاركة في الحرب، رغم أنها حرب بين الدعم السريع والجيش.. ويقوم بها شخص مهزوم في المعارك مع قوات الدعم السريع”.
وأضاف “ياسر العطا ورّط البرهان بهذا التصريح، لأنه (قائد الجيش) أنكر من قبل وجود الإسلاميين في هذه الحرب.. العطا أكد تماماً أن الجماعات الإسلامية المتطرفة الإرهابية تشارك في هذه الحرب”.
وكان البرهان أعلن أوائل هذا الشهر ترحيبه بالمقاومة الشعبية، قائلاً: “سنسلّحهم، وأي سلاح عندنا سنعطيه لهم، لكن يجب أن يُقنن ويُسجل عند القوات النظامية، حتى لا يُحدث مشكلة مستقبلاً”.
وقال البرهان في كلمة أمام قوات الجيش في قاعدة جبيت العسكرية شرق السودان حينها “أي منطقة بها مواجهة، أو متوقع أن يذهب إليها العدو لينهب بيوتها، سنعطيهم السلاح وكان عندهم سلاح، يجيبوه (فليحضروه). السودان الآن في معركة يكون أو لا يكون والشعب في تحدٍ، أن يعيش بكرامة أو تحت العبودية والاستعمار”.
وتنشط ما تُعرف بالمقاومة الشعبية في حشد الأهالي وتدريبهم على حمل السلاح في مناطق سيطرة الجيش السوداني، حيث انضم إلى صفوفها الآلاف في ولايات نهر النيل والشمالية شمال السودان، وسنار والقضارف وكسلا وبورتسودان في الشرق، والنيل الأبيض وسط البلاد، للمشاركة مع القوات المسلحة في معركتها ضد قوات الدعم السريع.
لكن إبراهيم قال: “نحن في قوات الدعم السريع نُطمئن المجتمع الدولي بأننا سوف نقضي على هذه المحاولات، التي تؤثر على المحيط الدولي والإقليمي وتعمل على نشر المتطرفين والإرهابيين الذين ينتمون إلى داعش.. نحن جاهزون للتصدي لهذه الأفعال بشراسة، وقواتنا جاهزة الآن وستلاحقهم أينما وجدوا”.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي “باتخاذ قرارات لحماية الشعب السوداني، من بينها فرض حظر طيران على المناطق التي لا تشهد صراعات الآن كولايات دارفور النائية البعيدة، التي يتم فيها قصف المواطنين العزل بشكل شبه يومي، وكذلك في ولايات كردفان، وبالأمس تم قصف عدد كبير جداً من المواقع المدنية في كردفان”، بحسب وصفه.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
ومنذ ذلك الحين، يتّهم كل من الطرفين الآخر بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين والسعي إلى إشعال حرب أهلية في البلد، الذي قُتل فيه أكثر من 13 ألف شخص وجُرح 26 ألفا وشُرّد نحو 7.6 مليون شخص داخله وفي الخارج جراء هذه الحرب، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
نازحون بسبب القتال في السودان
بدوره، اعتبر الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، أن تصريحات مساعد قائد الجيش “أكدت ما كنّا نتحدث عنه طيلة الفترة الماضية منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، من أن هذه الحرب يقودها المتطرفون. لذلك، هو الآن يؤكد تماماً أن هذه الحرب هي ليست حرب الجيش الوطني بل حرب المتطرفين للعودة إلى السلطة”.
وقال طبيق لوكالة أنباء العالم العربي: “هذا التصريح أيضاً يزيد من معاناة الشعب السوداني ويساعد في إطالة أمد الحرب، لأن هذه الحرب قد تُصبح الآن حرب مليشيات وليست حرب جيش منظّم، والجميع يعرف وسائل المتطرفين في الحرب والفظائع التي يرتكبونها بحق المدنيين في بلاد أخرى”.
وأضاف “نحن لدينا من الخطط والتكتيكات للتعامل مع كل الجماعات المتطرفة التي تقود الجيش الآن، ومع الذين يتسترون خلف الاستنفار الشعبي، أو ما يسمونه بالمقاومة الشعبية من أجل إخفاء حقيقتهم”.
وتابع: “نحن في قوات الدعم السريع جاهزون تماماً لأي طارئ ولأي قوات تتشكل، ونؤكد أننا لا نستهدف الشعب السوداني في أي بقعة جغرافية من أرض السودان، ولكن ما نستهدفه هم الذين يقودون هذه الحرب ويصبّون الزيت على النار لاستثمار هذه الحرب ولتدمير البنى التحتية في البلاد”.
المصدر: العربية