اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين مع بدء أعمال هدم في القدس

هدمت إسرائيل متجراً فلسطينياً في حي سلوان بالقدس الشرقية، اليوم الثلاثاء، مما أثار اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين اتهموا السلطات بالتمييز في المعاملة فيما يتعلق بتصاريح البناء في المدينة.

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعدّ إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها، وهو وضع غير معترف به دولياً، وتشجع الاستيطان اليهودي في المناطق التي تقطنها أغلبية فلسطينية.

وهدمت جرافة رافقتها الشرطة الإسرائيلية محل جزارة مملوكاً للفلسطيني حربي رجبي في الحي المطل على المسجد الأقصى، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

والمتجر واحد من 8 عقارات على الأقل قال السكان إنه تقرر هدمها. ويقول السكان إن كثيرين منهم يقيمون هناك منذ عقود؛ حتى من قبل حرب 1967. وخصصت السلطات الإسرائيلية الأرض لإقامة حديقة، وتقول إن المنازل والمتاجر بُنيت بشكل غير قانوني.

وقال محمود بسيط، الذي يدير محل الجزارة، لوكالة «رويترز»، إن أسرة من 14 فرداً كانت تعتمد في عيشها على الدخل من هذا المتجر. وأضاف أنهم ليس لديهم أي مصدر دخل آخر، وأنه سيتعين عليه البحث عن عمل جديد.

وقال نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينغ، إن نحو 20 مبنى في سلوان تلقت أوامر بالهدم. وأبلغ وكالة «رويترز» بأن هناك نحو 60 مبنى آخر مخالفاً للقانون.

ويقول فلسطينيون في سلوان إن من شبه المستحيل الحصول على تصاريح بناء، ويرون أن الهدم هدفه طردهم من القدس. لكن كينغ قال إن البلدية وافقت على بناء مئات المنازل الفلسطينية الجديدة في سلوان.

وقال مسعفون فلسطينيون إن 13 شخصاً أصيبوا في مواجهات اليوم في سلوان. وقالت الشرطة إن ضابطين أصيبا بالحجارة وإنها اعتقلت 3 أشخاص بسبب الإخلال بالنظام والاعتداء.

وكانت البلدية قد أمهلت الفلسطينيين حتى 28 يونيو (حزيران) الحالي لهدم العقارات بأنفسهم. وقال كينغ إنه سيتم إخلاء الأرض تمهيداً لإقامة الحديقة ومبان عامة. وأضاف أن ارتباط سلوان بالعهد القديم يجعلها «موقعاً تاريخياً مهماً».

وقال نادر أبو دياب (55 عاماً)، الذي تلقى أيضاً أمراً بالهدم، إن أحفاده يسألون أسئلة لا يستطيع الإجابة عنها، مضيفاً: «إنهم أطفال… ماذا أقول لهم؟ إنهم سيهدمون بيتنا؟».

وقال شقيقه فخري إنه تقدم 7 مرات بطلب للحصول على تصريح إسرائيلي لتوسعة منزله في سلوان لكنها رُفضت كلها. وأضاف أن أكثر من مائة فلسطيني قد يصبحون بلا مأوى إذا استمرت موجة الهدم الحالية.

وكان مستقبل حي آخر من أحياء القدس الشرقية؛ هو حي الشيخ جرّاح، بؤرة مشتعلة في قلب القتال الذي دار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة الشهر الماضي.

المصدر: الشرق الأوسط