برابوو سوبيانتو يقترب خطوة إضافية من رئاسة إندونيسيا

وأعلن الجنرال السابق فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الإندونيسية الأربعاء بعدما أشارت النتائج الأولية إلى تقدّمه بفارق كبير على خصميه، ما من شأنه أن يسمح له بالحصول على الأغلبية المطلقة وإعلان فوزه دون الحاجة إلى الجولة الثانية.

وبحسب الفرز الجزئي الرسمي للجنة الانتخابات (43,5 %)، يتقدم سوبيانتو مع حصوله على نسبة 57 % من الأصوات، أي أكثر من ضعف الأصوات التي حصل عليها أقرب منافسيه أنيس باسويدان.

ومن غير المتوقع إعلان النتائج الرسمية قبل آذار/مارس.

وقال سوبيانتو أمام حشد في وسط جاكرتا مساء الأربعاء “في كل الحسابات والاستطلاعات… تظهر الأرقام فوز برابوو-جبران من جولة واحدة. يجب أن يشكّل هذا الانتصار انتصارا لجميع الإندونيسيين”، في إشارة إلى المرشح لمنصب نائب الرئيس جبران راكابومينغ راكا الذي وقف إلى جانبه مرتديا قميصا مطابقا لقميصه.

وبعدها، احتفل بالنصر آلاف من مؤيديه أمام مقر إقامته في جاكرتا.

كما التقاه الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو وقدم له “تهانيه”. واتصل رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لوونغ ببرابوو للإشادة “بالنتائج القوية” التي حققها ومناقشة العلاقات الثنائية، وفق بيان سنغافوري.

ورغم اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان في نهاية التسعينات في ظل دكتاتورية سوهارتو (1967-1998)، سيتولى هذا الجنرال السابق قيادة أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، بعد عشر سنوات من حكم جوكو ويدودو الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة.

ويتقدم وزير الدفاع بفارق كبير على منافسيه، حاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان وحاكم جاوا الوسطى السابق غنجار برانوو.

وأفاد المرشح الآخر أنيس باسويدان الذي كان الأوفر حظا لمنافسة سوبيانتو حال إجراء جولة ثانية، الصحافيين بأنه سينتظر صدور إعلان رسمي.

وقال “ننتظر إلى حين انتهاء اللجنة KPU من فرز الأصوات. لا تتسرعوا، ارتاحوا، ما زال الطريق طويلا”.

وأفاد ناطق باسم برانوو الذي تشير الاستطلاعات إلى حلوله في المرتبة الثالثة خلال مؤتمر صحافي بأن فريقه اكتشف عمليات تزوير “منظمة وممنهجة وهائلة” في الانتخابات، دون أن يقدّم أدلة.

لكن وفق محلّلين، فإن فوز برابوو شبه مؤكد.

وقال الأستاذ في جامعة سيدني أدريان فيكرز “انتهى الأمر بالنسبة إلى أنيس وغنجار”.

“الجد المحبوب”

أقيل سوبيانتو من الجيش في 1998 على خلفية اتهامات نفاها بإصدار أوامر بخطف ناشطين مؤيدين للديموقراطية في نهاية حكم سوهارتو. ولم توجه إليه أي اتهامات رسميا في هذا الإطار.

وبسبب هذه الاتهامات، مُنع الضابط السابق من دخول الولايات المتحدة وأستراليا لفترة طويلة.

وعمل مذّاك على تحسين صورته وازداد التأييد له بفضل حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ركزت على الناخبين الأصغر سنا حيث قدم نفسه في صورة “الجد المحبوب”.

وما ساهم أيضا في شعبية سوبيانتو تحالفه مع النجل الأكبر لويدودو، جبران راكابومينغ راكا (36 عاما) الذي ترشح لمنصب نائب الرئيس في خطوة أثارت دهشة.

في تشرين الأول/أكتوبر، أجرى رئيس السلطة القضائية آنذاك صهر ويدودو تعديلا على القوانين التي كانت تمنع الأشخاص دون 40 عاما من الترشح لمناصب عليا.

وانتقدت منظمات غير حكومية وأكاديميون رئيس البلاد المنتهية ولايته معتبرين أنه انتهك القانون من أجل انتخاب ابنه واتهموه باستخدام موارد الدولة لمحاولة التأثير في الانتخابات لصالح وزيره.

وأعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ الخميس أن كانبيرا “تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الرئيس المقبل” بعد تنصيبه في تشرين الأول/أكتوبر.

من جهتها، هنّأت الولايات المتحدة الإندونيسيين على “إقبالهم القوي” في الانتخابات دون أن تأتي على ذكر سوبيانتو.

وأعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية عن مخاوفها ودعت برابوو سوبيانتو إلى أن يكون شفافا بشأن تاريخه. وقال فيل روبرتسون، نائب مدير المنظمة في آسيا “ينطبق ذلك على المسائل الحالية المتعلقة بحقوق الإنسان وكذلك على المساءلة والعدالة بشأن أحداث الماضي”.

المصدر: مونت كارلو الدولية