جمعية القلب الأميركية: 6 مكملات غير فعّالة بخفض الكوليسترول

أظهر تقرير جديد صادر عن جمعية القلب الأميركية أن ستة مكملات غذائية شائعة لـ«صحة القلب» غير فعالة في خفض الكوليسترول عند مقارنتها بالعقاقير المخفضة للكوليسترول.
وتدّعي جميع المكملات الستة أنها قادرة على خفض الكوليسترول الضار LDL. ولكن وفقًا لدراسة جديدة مولتها شركة «أسترازينيكا»، كان متوسط ​​انخفاض الكوليسترول الضار لدى أولئك الذين تناولوا الستاتين مقابل المكملات 37.9 %. عند مقارنة نتائج أولئك الذين تناولوا العلاج الوهمي مقابل المكملات. لم يكن هناك فرق في مستويات الكوليسترول. حسب ما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
ووفقًا لتحليل أبحاث السوق لعام 2020، ينفق الأميركيون ما يقدر بنحو 50 مليار دولار على المكملات الغذائية سنويًا، ويتم تسويق العديد منها من أجل حماية القلب أو إدارة الكوليسترول. ومع ذلك، هناك أبحاث قليلة أو معدومة توضح هذه الفوائد، وفق مؤلف الدراسة الدكتور لوك.جي. لافين المدير المشارك لمركز اضطرابات ضغط الدم بعيادة كليفلاند في أوهايو، الذي يقول «يعتقد بعض الناس أيضًا أن المكملات فعالة أو أكثر فاعلية من أدوية الستاتين التي تخفض الكوليسترول».
وعلى الرغم من وجود دراسات سابقة توضح أن أرز الخميرة الحمراء ومكملات الستيرول النباتية قد تقلل من نسبة الكوليسترول الضار LDL، إلا أن نتائج دراستنا تؤكد أن محتويات هذه المكملات الغذائية قد تختلف. لذلك، فإنها لا تنتج تخفيضات ثابتة في الكوليسترول، حسب لافين الذي يؤكد «هذه الدراسة ترسل رسالة مهمة للصحة العامة مفادها أن المكملات الغذائية التي يتم تناولها بشكل شائع من أجل صحة الكوليسترول أو القلب من غير المرجح أن تقدم تأثيرًا ملموسًا على مستويات الكوليسترول. وتشير النتائج أيضًا إلى أن جرعة منخفضة من الستاتين تقدم آثارًا مفيدة مهمة على الفرد. لذا يجب أن تدرس الأبحاث المستقبلية الأنواع الأخرى من المكملات الغذائية وتأثيرها المحتمل على مستويات الكوليسترول».
وفيما يلي المكملات الستة غير الفعالة في خفض الكوليسترول، وفقًا لجمعية القلب الأميركية (AHA):

1- زيت السمك
زيت السمك هو أحد المكملات المستخدمة في الدراسة. وقد حذرت جمعية القلب الأميركية في وقت سابق من أن الفوائد المزعومة لمكملات زيت السمك لا تدعمها البيانات العلمية، قائلة «عموم السكان الذين يتناولون مكملات زيت السمك أوميغا 3 يأخذونها في غياب البيانات العلمية التي تظهر أي فائدة للمكملات في الوقاية من النوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب أو الوفاة للأشخاص الذين ليس لديهم تشخيص»، وفق الدكتور ديفيد سيسكوفيك خلال بيان للجمعية.
من جانبهم، يقول الخبراء إن تناول أطعمة معينة هو أفضل طريقة للحصول على العناصر الغذائية والفوائد الصحية لأوميغا 3. وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 3 الأسماك والزيوت النباتية والمكسرات (خاصة الجوز) وبذور الكتان وزيت بذور الكتان والخضروات الورقية.

2- القرفة
كانت القرفة مكملًا آخر لم يُظهر أنه يحسن مستويات الكوليسترول. وفق المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية من غير المؤكد ما إذا كانت القرفة مفيدة في إنقاص الوزن أو التحكم في مستويات الكوليسترول في الدم والدهون ذات الصلة. لا توجد أدلة كافية لإثبات ما إذا كانت القرفة مفيدة لمتلازمة القولون العصبي. إذ تحتوي قرفة كاسيا على مادة كيميائية تسمى الكومارين، والتي يمكن أن تكون ضارة للكبد. كما تحتوي بعض منتجات القرفة على مستويات عالية من هذه المادة. ومع ذلك، فإن الاستخدام المطول للقرفة يمكن أن يكون مشكلة للأشخاص الحساسين، مثل أولئك الذين يعانون من أمراض الكبد.

3- الثوم
لم تظهر مكملات الثوم لتحسين مستويات الكوليسترول، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي مكمل وخاصة يوميا. وتنطبق هذه النصيحة بشكل خاص على مكملات الثوم، وفقًا لما ذكرته الدكتورة لورا جيفرز بعيادة كليفلاند، التي توضح «في حالات نادرة يمكن أن تسبب مكملات الثوم الصداع والتعب وفقدان الشهية وآلام العضلات والدوخة وردود الفعل التحسسية مثل نوبات الربو أو الطفح الجلدي. فإذا كنت تتناول مخففات الدم، يمكن لمكملات الثوم أن تزيد من تأثير الدواء، ما يجعله أكثر صعوبة».
من جانبه، قال الدكتور كريستوفر جاردنر كبير المؤلفين الأستاذ المساعد بمركز ستانفورد للأبحاث الوقائية ان أبحاثا سابقة بجامعة ستانفورد أيضًا عن دور الثوم في خفض الكوليسترول الضار LDL كشفت «أنها لا تعمل. ولا يوجد طريق مختصر. يمكنك تحقيق صحة جيدة من خلال تناول طعام صحي. لا توجد حبة أو عشب يمكنك تناوله لمواجهة نظام غذائي غير صحي. إذا كان الثوم سيعمل بشكل أو بآخر لكان نجح في دراستنا! كان عدم التأثير مقنعًا وواضحًا… فقد أخذنا قياسات الكوليسترول كل شهر لمدة ستة أشهر ولم تتحرك الأرقام، ولم يكن هناك أي تأثير مع أي من المنتجات الثلاثة، على الرغم من استخدام جرعات عالية إلى حد ما».

4- الكركم (الكركمين)
لم يثبت أن الكركم (الكركمين) يخفض مستويات الكوليسترول، على الرغم من أن الدراسات السابقة أظهرت فوائد صحية واعدة، حسبما يقول مركز «Mount Sinai Health» «يعتبر الكركم في الطعام آمنًا. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الكركم (الكركمين) في شكل مكمل لفترات طويلة قد يسبب اضطرابًا في المعدة، وفي الحالات القصوى القرحة. يجب على الأشخاص الذين لديهم حصوات في المرارة أو انسداد في القنوات الصفراوية التحدث إلى الطبيب قبل تناول الكركم. وإذا كنت مصابًا بداء السكري، فتحدث إلى طبيبك قبل تناول مكملات الكركم».
كما يمكن أن يتداخل الكركم مع بعض الأدوية الموصوفة «فالكركم قد يخفض مستويات السكر في الدم. وعند دمجه مع أدوية السكري يمكن أن يسبب انخفاض نسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من أنه من الآمن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكركم، إلا انه يجب على النساء الحوامل والمرضعات عدم تناول مكملات الكركم؛ لأن الكركم قد يتفاعل كمميع للدم. يجب التوقف عن تناوله قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة. أخبر طبيبك وجراحك أنك تتناول الكركم».

5- الستيرولات النباتية والستانولات
لم تظهر الستيرولات والستانولات النباتية لتخفيض مستويات الكوليسترول في الدراسة، كما تقول «مؤسسة القلب البريطانية» «تمت إضافة الستيرول والستانول إلى بعض الأطعمة. هذه المنتجات آمنة للأشخاص الذين يتناولون أدوية لخفض الكوليسترول مثل الستاتين والفايبرات. ونظرًا لأنها تعمل بطرق مختلفة لتقليل الكوليسترول، يمكن أن يكون التأثير تراكميًا؛ فهي ليست بديلاً عن أي دواء لخفض الكوليسترول؛ فإذا كنت تتناول بالفعل دواء للمساعدة في خفض نسبة الكوليسترول لديك، يجب عليك إبلاغ طبيبك قبل البدء بتناولها».
وتوضح المؤسسة أن تناول هذه المكملات ليس بديلاً عن أسلوب حياة صحي، مؤكدة «يختلف التأثير بين الأفراد، ولكن هناك أدلة تظهر أن الستيرولات والستانولات النباتية يمكن أن تساعد في تقليل كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة بمستويات تصل إلى 10-15 % عند استهلاك غرامين يوميا بانتظام كجزء من نظام غذائي صحي متوازن. ومع ذلك، فإن هذه المنتجات ليست بديلا لاتباع نظام غذائي صحي متوازن أو بديلا لأدوية خفض الكوليسترول. وفي حين أن هناك توقعًا بأن تأثير خفض الكوليسترول سوف يؤدي إلى عدد أقل من النوبات القلبية، فلا يوجد دليل على ذلك. وستظل بحاجة إلى إجراء تغييرات على نظامك الغذائي ونمط حياتك للمساعدة في تقليل مستويات الكوليسترول لديك وخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بشكل عام».

6- أرز الخميرة الحمراء
كما تم استخدام مكملات أرز الخميرة الحمراء في الدراسة ولم يظهر أنها تخفض نسبة الكوليسترول الضار. وفقًا للخبراء، الذين أفادوا بأن «من المحتمل أن يتسبب أرز الخميرة الحمراء في تلف الكبد. في إحدى الحالات أصيبت امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا تتناول 1200 ملغم يوميًا من مكملات أرز الخميرة الحمراء كبديل للستاتينات بتلف الكبد. وقد حذر الباحثون من أن مكملات أرز الخميرة الحمراء لديها القدرة على إحداث آثار ضارة شديدة، مثل إصابات الكبد الحادة. فالمكملات ليست بالضرورة أكثر أمانًا من الأدوية الموصوفة، ويجب على الأطباء والمرضى البحث عن ملف تأثيرها الضار قبل استخدامها أو الموافقة على استخدامها»
وتحذر عيادة كليفلاند من استخدام هذا الدواء بالنسبة للحامل والمرضع لأنه من الممكن حدوث آثار جانبية خطيرة على الجنين أو الرضيع.

المصدر: الشرق الأوسط