قطر تستبعد التوصل لاتفاق هدنة في غزة قريبا

قال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء إن قطر تعمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وليس هدنة قصيرة تستمر لبضعة أيام مشيرا الى المصاعب الكبيرة مقابل تحقيق ذلك.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في الدوحة “لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكننا لا نزال متفائلين”.
ولم تتوصل حركة حماس وإسرائيل لصفقة لتبادل الاسرى ووقف الحرب في قطاع غزة رغم المفاوضات الماراتونية في القاهرة والدوحة فيما أكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن الكرة في ملعب حركة حماس.
وفي حين يتبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل التوصل إلى هدنة، قال مصدر في حركة حماس إن “الاتصالات والمشاورات التي يجريها الوسطاء بمصر وقطر مستمرة مع إسرائيل في مسعى للتوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل الاسرى، لكن لا يوجد اي اختراق حتى صباح (الثلاثاء) ونحن ننتظر رد الاحتلال على مطالب الحركة بوقف النار والانسحاب العسكري من القطاع وعودة المواطنين الى بيوتهم التي نزحوا منها وتدفق المساعدات الاغاثية وضمان انهاء الحصار وإعادة الاعمار”.
وأضاف “لو وافقت اسرائيل على مطالب حماس سوف يتم التوصل لاتفاق وقف النار بأسرع وقت، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يواصل التعطيل”.
وقال إن حماس “لا تمانع” في تسليم قائمة بالرهائن تلبية لطلب إسرائيل، “ولكن طالبنا ايضا بمعرفة مصير وعدد الأسرى الذين اعتقلتهم اسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر خاصة من قطاع غزة. ونعتقد ان الاحتلال قام بإعدام عشرات الاسرى”.
من جانب اخر قال الأنصاري أن بلاده ستساهم في الممر البحري لإدخال المساعدات إلى غزة لكنه أشار في المقابل أنه لا يمكن استبداله بالممرات البرية.
وأبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة الذي دمرته الحرب بين إسرائيل وحماس، في إطار مساعي تكثيف إيصال المعونة للسكان المحاصرين والمهددين بالمجاعة.
وخلال الليلة الثانية من رمضان، قُتل عشرات الأشخاص في قصف مدفعي وغارات إسرائيلية استهدفت مختلف أنحاء القطاع وفق وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية.
ومساء الاثنين، حظيت بعض العائلات النازحة في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، بأطباق من الأرز مع القليل من اللحم على موعد الإفطار. ولكن في مدينة غزة بشمال القطاع، قالت وزارة الصحة إن أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي لم يتمكنوا من إيجاد ما يفطرون عليه.
وقالت أم محمد مطر وهي تعد الخبز في رفح “رمضان ليس له طعم، إنه بطعم الدم وطعم العذاب الذي نحن فيه والفرقة والهم والقهر”.
وفي صباح اليوم الثامن والخمسين بعد المئة للحرب، قالت وزارة الصحة “وصل الى المستشفيات 80 شهيدا، على الأقل، غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن، جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر بحق المدنيين، وما زال عشرات المفقودين تحت الأنقاض”.
وأكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن الجيش الإسرائيلي شن “قصفًا مدفعيًا مكثفًا… وأكثر من 78 غارة جوية، تركزت على مدينة غزة ودير البلح والمغازي والبريج والنصيرات في وسط القطاع وبلدتي بني سهيلة والقرارة وغرب خانيونس ورفح في الجنوب”.
وأعلن الجيش الإثنين أنه شن غارة ليل السبت والأحد استهدفت الرجل الثاني في الجناح العسكري لحركة حماس مروان عيسى وسط قطاع غزة، من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان قد قُتل أم لا.

وفيما حل اليوم الثاني من رمضان ومعظم السكان يتضورون جوعًا وعطشًا، حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين من أن “الوقت ينفد” لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة الذي يواجه “كارثة إنسانية” بسبب نقص المساعدات الغذائية الكافية.
في هذه الأثناء، أبحرت من لارنكا صباح الثلاثاء سفينة منظمة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) وهي تحمل 200 طن من الأغذية. وقالت المنظمة عبر منصة “إكس” إن المساعدات قدمتها وستتولى توزيعها في غزة منظمة المطبخ المركزي العالمي (“وورلد سنترال كيتشن”). وأكدت أنها تعمل على “إرسال أكبر عدد ممكن من السفن”.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة “إكس”، “أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين”.
وتقول الأمم المتحدة إنّ عمليات إلقاء المساعدات جوًّا بمشاركة عدة دول منذ أسابيع وإرسالها من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.
و قالت هيئة المعابر في غزة إنه تم ادخال 245 شاحنة، 56 عبر معبر رفح التجاري مع مصر، و189 عبر معبر كرم ابو سالم التجاري الاسرائيلي.
ولا تلبي هذه الكميات الشحيحة الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية في القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم في رفح قرب الحدود مع مصر، والمهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 25 شخصًا توفوا نتيجة “سوء التغذية والجفاف”. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة الاثنين إن “عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات”.
وتعهّدت إسرائيل “القضاء” على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الدولة العبرية الذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية.
وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم وتقدّر إسرائيل أن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 توفوا أو قتلوا.
وارتفعت حصيلة الحرب في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى أكثر من 31112 قتيلا و72760 جريحًا، “72% منهم أطفال ونساء”.
وفيما تتوعد إسرائيل بالقضاء على حماس، أكد المكتب الذي ينسق جميع وكالات الاستخبارات الأميركية في تقرير نشر الاثنين أن إسرائيل “ستواجه على الأرجح مقاومة مسلحة من حماس لسنوات مقبلة”، مشددا في الوقت نفسه على مخاطر التصعيد في المنطقة الذي يشمل بشكل خاص حزب الله اللبناني.

المصدر: الشرق الأوسط أونلاين