والدة نافالني تقول إن المسؤولين الروس يضغطون عليها من أجل دفنه “سرا”

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل أن تستهدف الآلة القمعية نافالني، نجح هذا الأخير في حشد الجماهير خاصة في موسكو وبالتالي اكتسب سمعة المعارض الأول لفلاديمير بوتين.

ورغم القمع الذي شتت صفوف المعارضة، فإن مراسم تشييع عامة يمكنها نظريا حشد أنصار نافالني.

وقالت ليودميلا نافالنايا في مقطع فيديو نشره فريق ابنها “يريدون أن يتم كل شيء سراً، بدون مراسم، يريدون أن يأخذوني إلى مشارف مقبرة، بالقرب من قبر جديد، ويقولوا لي +هنا يرقد ابنك+. أنا غير موافقة على ذلك”.

وأضافت انها اقتيدت إلى المشرحة وتمكنت من رؤية جثمانه.

وقالت أيضا إنها موجودة في سالخارد عاصمة منطقة يامالو نينتسيا في أقصى الشمال حيث توفي أليكسي نافالني أثناء الاعتقال في 16 شباط/فبراير.

وأفادت بأنّ المحقّقين حدّدوا سبب الوفاة وقالت إن “كل المستندات القانونية والطبية جاهزة”.

وأفاد فريق نافالني بأنّ سبب الوفاة “طبيعي”.

وقالت والدة نافالني “قانونياً، كان عليهم تسليمي جثة أليكسي على الفور، لكنهم لم يفعلوا. وبدلاً من ذلك، يبتزونني”.

وأضافت “أسجل هذا الفيديو لأنهم بدأوا بتهديدي. ينظرون في عيني ويقولون إنني إذا رفضت أن تكون الجنازة سرية، فسيفعلون شيئًا بجثته”. وتابعت “المحقق قال لي صراحة +الوقت ليس في صالحك. الجثة تتحلل+”.

وقالت والدة المعارض “أريد من أجلكم، أنتم الذين كان أليكسي شخصاً عزيزاً بالنسبة لكم، وكانت وفاته مأساة شخصية، أن تكون هناك إمكانية لوداعه”.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن التقى على انفراد الخميس في كاليفورنيا أرملة وابنة نافالني.

وجاء في بيان أن بايدن التقى يوليا وداشا نافالنايا في سان فرانسيسكو “ليعبر عن تعازيه الصادقة لخسارتهما المروعة”. وأضاف البيان أن بايدن أكد مجددا الإعلان عن عقوبات جديدة ضد روسيا الجمعة.

كما أعلن البيت الأبيض الخميس أن على السلطات الروسية تسليم جثمان نافالني إلى والدته.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين في واشنطن “على الروس أن يعيدوا لها ابنها” حتى تتمكن من “إحياء ذكرى نافالني… وشجاعته وخدمته لوطنه بالشكل المناسب”.

من جهتها حثت المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا الخميس الحكومات الديموقراطية على اعتبار وفاة نافالني “خطا أحمر” لا يجب تجاوزه في المستقبل ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.

وحذرت قبيل اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا من أن “وفاة نافالني قد تتحول إما إلى ضوء أخضر لارتكاب جرائم قتل اخرى، أو إلى خط أحمر” وفقا لموقف الغربيين.

وقالت تعقيبا على وفاة نافالني “إذا اكتفى العالم الديموقراطي النافذ بالتعبير عن تعاطفه فقط، سيكون للطغاة هامش مناورة أكبر لقتل معارضيهم والإفلات من العقاب”.
لا حدث سياسيا

وترى المحللة السياسة الروسية تاتيانا ستانوفايا أن السلطات تريد بأي ثمن أن تمنع تحول الجنازة حافزا للروس المعارضين للكرملين والذين لا يستطيعون التعبير عن ذلك علنا تحت طائلة الاعتقال أو المحاكمة.

وكتبت على حسابها على تلغرام “تم اتخاذ قرار بإقناع والدة نافالني بعقد صفقة. سيعيدون الجثة لكن بشرط ألا تتحول الجنازة إلى حدث سياسي”.

واعتقلت الشرطة الروسية عقب وفاة المعارض، مئات الأشخاص الذين جاؤوا لتكريمه بوضع الزهور على النصب التذكارية لضحايا القمع السوفياتي.

منذ السبت سعت ليودميلا نافالنايا لرؤية جثة ابنها حيث أكد المحققون أن اجراء “معاينة” ضروري.

حتى أنها توجهت إلى الرئيس فلاديمير بوتين لتلبية مطلبها.

ويتهم فريق نافالني الذي توفي بعد أن قضى ثلاث سنوات في السجن في ظروف قاسية جدا، الكرملين بقتله والسعي لإخفاء آثار الجريمة.

ورأى الأوروبيون والأميركيون أن بوتين ونظامه مسؤولان عن وفاة نافالني، وهي اتهامات وصفها الكرملين بأنها “وقحة ولا أساس لها”. ولم يعلق الرئيس الروسي نفسه على وفاة خصمه.

وعلى هامش اجتماع مجموعة العشرين اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من البرازيل “يتصرف الغرب مرة اخرى كما لو كان مدعيا وقاضيا وجلادا في آن. الهستيريا التي أحاطت بوفاة نافالني تثبت ذلك (…) لا يحق لهؤلاء الأشخاص التدخل في شؤوننا الداخلية”.

المصدر: مونت كارلو الدولية