أسوأ هزيمة انتخابية لحزب المحافظين البريطاني منذ 1945

مني حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بهزيمة قاسية في جولتين من الانتخابات الفرعية أمام حزب العمال اليوم الجمعة في نتيجة لا تبشر بالخير لرئيس الوزراء ريشي سوناك قبل الانتخابات المتوقعة العام المقبل.

ورأى زعيم حزب العمال كير ستارمر الذي يأمل في الوصول إلى منصب رئيس الحكومة أن هذه النتيجة “تعيد رسم الخريطة السياسية”. وقال إن فوز حزب العمال في المعقلين المحافظين “يدل على أن الناس يريدون التغيير إلى حد كبير وأنهم على استعداد لوضع ثقتهم في حزب العمال الذي تغير، لتحقيق ذلك”.

في هاتين الدائرتين، كما هي الحال في جميع أنحاء البلاد، يريد الناخبون، بحسب ستارمر، “حكومة عمالية مصممة على الوفاء بوعودها” مع “مشروع حقيقي لإعادة بناء بلدنا”.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال يتقدم بفارق كبير قبل الانتخابات المتوقعة على مستوى المملكة المتحدة العام المقبل.

وفازت مرشحة حزب العمال سارة إدواردز بمقعد تامورث بوسط البلاد الذي كان يشغله المحافظون بغالبية 1316 صوتاً بعدما كان المحافظون يتقدمون بعشرين ألف صوت. وخسر المحافظون مقعد ميدفوردشير في وسط إنجلترا بفارق 1192 صوتاً، وكانوا قد فازوا به بفارق 24664 صوتاً في 2019.

وهذه هي أسوأ هزيمة للمحافظين في انتخابات فرعية منذ 1945.

وأجريت عمليتا الاقتراع بينما وصلت شعبية رئيس الوزراء الذي يسعى لتقديم نفسه على أنه تجسيد للتغيير على رغم وجود حزبه في السلطة منذ 13 عاماً، إلى أدنى مستوياتها منذ توليه رئاسة الحكومة قبل نحو سنة.

كانت المعارضة العمالية نفسها قد وصفت هذه المقاعد بأنها “مضمونة” للمحافظين في حين أنهم هم كانوا يدركون بأن الاقتراعين يجريان في وضع “صعب” محلياً.

ويحمل رحيل النائبين المهزومين في هاتين الدائرتين سمات عهد بوريس جونسون الذي لم يكن أمامه خيار آخر سوى ترك السلطة في 2022 بعد سلسلة من الفضائح، في مقدمتها الحفلات التي نظمت في مقر رئاسة الحكومة في انتهاك لتدابير مكافحة فيروس كورونا.

في منطقة ميدفوردشير، جرى تنظيم الانتخابات الفرعية التشريعية بسبب استقالة النائبة المحافظة نادين دوريس المدافعة المتحمسة عن رئيس الوزراء السابق. واستقالت وزيرة الثقافة السابقة من منصبها النيابي بعد رفض منحها مقعداً في مجلس اللوردات.

واتهمت رئيس الحكومة الحالي بالتخلي عن “المبادئ الأساسية للتيار المحافظ”.

وفي دائرة تامورث، كان على الناخبين اختيار خليفة لكريس بينشر، في قلب القضية التي شكلت الضربة القاضية لبوريس جونسون. كان النائب أمسك بأرداف رجل وأمسك بأعضاء آخر الخاصة وهو مخمور في أمسية في نهاية يونيو (حزيران) 2022 في نادي كارلتون الحصري جداً في لندن.

وبعد تعرضه العام الماضي لضغوط شديدة ليقول ما يعرفه عن ماضي كريس بينشر في حوادث سابقة، اعترف بوريس جونسون بارتكاب “خطأ” في تعيينه.

واعترفت الحكومة في نهاية المطاف بأن بوريس جونسون أبلغ في 2019 باتهامات قديمة ضد بينشر قال إنه “نسيها”.

واستقال كريس بينشر، عضو البرلمان عن الدائرة الانتخابية منذ 2010، بعد رفض طلبه استئناف قرار تعليق عضويته في البرلمان.

ويجري ريشي سوناك حالياً جولة في الشرق الأوسط وسط الحرب التي أشعلتها هجمات “حماس” على إسرائيل، إذ زار إسرائيل والسعودية أمس الخميس، ومن المقرر أن يتوجه إلى مصر اليوم الجمعة.

المصدر: اندبندنت عربية