إيران تنشر تفاصيل جديدة عن الطائرة الأوكرانية المنكوبة

كشفت إيران أمس عن تفاصيل جديدة من تحليل الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطتها تُظهر أنها أُصيبت بصاروخين يفصل بينهما 25 ثانية، وأن الركاب ظلوا على قيد الحياة لبعض الوقت بعد الانفجار الأول.

وقال رئيس منظمة الطيران الإيرانية، تورج دهقاني زنكنه في مؤتمر صحافي إن بيانات الجديدة عن إسقاط الطائرة بصواريخ «الحرس الثوري» تظهر أن الطيارين ومساعدهما «كانوا يقودون الطائرة حتى اللحظة الأخيرة» بعد إطلاق الصاروخ الأول الذي ألحق أضراراً جسيمة بالطائرة.

ويمثل إعلان رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية أول تقرير رسمي عن محتويات تسجيلات الصوت والبيانات في قمرة القيادة، والتي تم إرسالها إلى فرنسا لقراءتها في يوليو (تموز)، بعد ستة أشهر من مطالب دولية لإيران بتسليم الصندوقين الأسودين.

وفي البداية، قالت طهران إنها سقطت نتيجة «نقص فني»، لكن بعد تدفق معلومات استخباراتية تزامنت مع ضغوط في الشارع الإيراني، تراجعت إيران عن روايتها الرسمية بعد 72 ساعة، وأعلن «الحرس الثوري» مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بطريق «الخطأ» في يناير (كانون الثاني) بينما تشهد علاقاتها توتراً شديداً مع الولايات المتحدة. وقُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176.

ونزل الإيرانيون في احتجاجات غاضبة في كبريات المدن الإيرانية بعد تغيير الرواية الرسمية، ورددوا هتافات ضد كذب المسؤولين، وشهدت طهران حرق صور «المرشد» علي خامنئي وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.

ونقلت «رويترز» عن التلفزيون الرسمي الإيراني أن دهقاني قال إن «بعد 19 ثانية من إصابة الصاروخ الأول للطائرة، أشارت أصوات الطيارين داخل قمرة القيادة إلى أن الركاب كانوا على قيد الحياة… وبعد 25 ثانية أصاب الصاروخ الثاني الطائرة».

وتجري إيران محادثات مع أوكرانيا وكندا وبريطانيا وأفغانستان والسويد وطالبت بإجراء تحقيق شامل في الحادث.

وقال زنغنه إن «تحليل البيانات من الصندوقين الأسودين لا ينبغي تسييسه».

وأسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بصاروخين أرض – جو في الثامن من يناير (كانون الثاني) بعد إقلاع الطائرة مباشرة من طهران، فيما اعترفت طهران في وقت لاحق بأنه «خطأ كارثي» من قبل قوات في حالة تأهب قصوى خلال مواجهة مع الولايات المتحدة.

وأجرى مسؤولون إيرانيون وأوكرانيون محادثات بشأن تعويض أسر الضحايا. ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات في أكتوبر (تشرين الأول).

وعقب الجولة الأولى من المحادثات، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الشهر الماضي، إن بلاده مستعدة للذهاب إلى المحاكم الدولية إذا فشلت مفاوضاتها مع إيران، لافتاً إلى المباحثات «كانت بناءة، لكنه قال إنه من السابق لأوانه تحديد حجم التعويض الذي ستوافق طهران على دفعه».

ونشرت تقريراً يعزز قولها إن «خطأ بشرياً» وراء إسقاط الطائرة. وفي نهاية يونيو (حزيران)، قال المدعي العام العسكري، غلام عباس تركي إن وحدة «الحرس الثوري» التي أسقطت الرحلة «752» الأوكرانية «لم يكن لديها إذن» بإطلاق الصاروخين. وفي تقرير آخر بشأن الحادث من منتصف يوليو، تحدثت وكالة الطيران الإيرانية عن «خطأ بشري»، قائلة إن تعطل نظام الرادار تسبب في مشاكل في الاتصالات مع الوحدة العسكرية المسؤولة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت شركة التأمين الإيرانية أنها لن تدفع تعويضات لأقارب طائرة الركاب الأوكرانية، قالت إنها «ليس لها علاقة بالحادث» وأن «الطائرة مؤمن عليها من جانب الشركات الأوكرانية والأوروبية، وبالتالي هي التي يجب أن تدفع التعويضات».

وقال دهقاني زنكنه أمس إن «كل المعطيات تظهر أن الطائرة كانت تسير بشكل عادي ووفق البرنامج»، موضحاً عدم وجود تحليل حول آثار الصاروخ الثاني الذي أصاب الطائرة. وأوضح أن الصاروخ الثاني أطلق على بعد 25 ثانية على إطلاق الطائرة»، مضيفاً أن «الصاروخ الأول تسبب في قطع متزامن لصندوقي CVR وFDR».

ووعد رئيس منظمة الطيران الإيرانية بنشر تقرير نهائي حتى العام المقبل حول إسقاط الطائرة. وذكرت وكالة «أسوشييتدبرس» أن الموقع الإلكتروني لمنظمة الطيران الإيرانية، وصف تصريحات المسؤول بأنها جزء من التقرير النهائي الذي تخطط طهران لإصداره.

المصدر: الشرق الأوسط