السيسي يعد بتعويضات لأهالي العريش: لا نعمل ضدكم

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة إلى أهالي مدينة العريش المهجرين بمحافظة شمال سيناء، على خلفية أعمال الإزالة الجارية لمساكنهم بدعوى توسعة ميناء الصيد القديم، قائلاً: “سنعوض الناس اللي في العريش، وأقول لهم: نحن لا نعمل ضدكم، ولكن لأجل بلدنا ولأجلكم. ولتجدوا شغلا لكم ولأولادكم، ولمستقبل يليق بمدينة مثل العريش، وكل سيناء”.

وأضاف السيسي، خلال افتتاح محطة “تحيا مصر” متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية، اليوم الخميس: “من يبني بلدا لا يخشى إلا ربنا سبحانه وتعالى، وهو الذي سيحاسبني. المنطقة اللوجستية بميناء الإسكندرية ستشهد بعض الصناعات للمواطنين وللشركات، وستأتي حاويات من دول صناعية كبرى تنزل بضائعها هنا، ونعمل عليها شغل، وبعدها نعيد التغليف والتنظيم، ثم مراكب صغيرة تنقلها”.

وتابع: “الناس تعتقد أن كلامي عن موضوع (سياحة) اليخوت ترف، والبحر المتوسط يتواجد فيه 500 ألف يخت، لا أريد أن أقول حصتنا فيهم معدومة. بينما دول أخرى تأخذ 30% من هذه الحصة، وهذا حقهم، لأن اللي بيشتغل يأخذ، واللي ما بيشتغلش خليه نائم”، على حد تعبيره.

وزاد السيسي: “مدة التصديق على اليخت السياحي كانت تستغرق حوالي 28 يوماً في مصر، لكنني قلت لهم يكفي 30 دقيقة فقط مثل باقي دول العالم. نحن نستهدف الوصول إلى ما بين 20 و30 مارينا لليخوت على أفضل المستويات، ومنح نفس الاشتراطات الموجودة في أي دولة”.

وواصل بقوله: “البنية الأساسية في دول أفريقيا تحتاج إلى آلاف المليارات من الدولارات، والناس تتقاتل في بعض هذه الدول بسبب غياب الأمل، ولكي نوجد الأمل في مصر لا بد أن نبني كثيراً، لا مجرد تنفيذ طريق مثلما تعتقد الناس. وزارة النقل خصصنا لها نحو تريليوني جنيه (نحو 64 مليار دولار) في السنوات الأخيرة، فماذا أخذت الوزارة من الموازنة على مدى 30 سنة قبل ذلك؟ نحن نحفر مستقبل بلدنا، لو لم تكن هناك بنية أساسية تليق بهذا البلد، فأنتم لا تبنون مستقبلا أبدا!”.

وأكمل السيسي: “هل حرمنا الناس لكي نعمل هذا؟ لا، نحن نقسو على أنفسنا قليلا، وأرجو من الضيوف (الأجانب) اللي عندنا ألا يغضبوا من كلامي، أنتم حاجة في بلادكم، ونحن حاجة تانية، لأننا نمثل جنوب المتوسط بتحدياته ومشاكله. أنتم في بلادكم خلصتوا الكلام ده من زمان، وبقى عندكم شبكة سكة حديد وطرق تربط القارة الأوروبية بالكامل، فضلاً عن المصانع وغيرها”.

وأردف قائلاً: “الدولة أعادت ضبط الأوضاع في ميناء الإسكندرية بشكل جيد، وفي ميناء دمياط أيضاً في ظل قضايا التحكيم التي دخلنا فيها نتيجة أحداث (ثورة) 2011. وأقول للمستثمرين ضعوا أياديكم في أيدي دولة مثل مصر تكافح حتى تضع نفسها على خريطة الدنيا، لأن أصعب شيء هو تطوير مكان حصل فيه تشويه كبير، وبه أفراد أنت مضطر تمشيهم (تهجرهم) من مكانهم”.

ومضى الرئيس المصري بالقول: “أتحدث للمصريين لكي يعرفوا معنى الدولة، الدولة ليست أكلا وشربا، الدولة شيء مختلف عما نتحدث عنه. ما نفعله من تنمية يستهدف أولاد وأحفاد المصريين، والناس لازم تعرف ما نعمله ليس لنا، وإنما لأولاد مصر وأحفادهم”، حسب زعمه.

وأضاف: “نحن أضفنا 18 كيلومتراً من الأرصفة في الإسكندرية خلال عامين، وبالتالي نضغط على أنفسنا ومواردنا، لأن تنفيذ أي متر في داخل البحر يكلفنا ما بين 3 و4 آلاف دولار. يجب أن نستفيد من موقعنا الجغرافي، اللي هو موجود على محور شريان رئيسي يمثل من 12% إلى 13% من حجم التجارة العالمية”.

واستطرد السيسي: “الموانئ لم تشهد أي تطوير على مدى 25 عاماً، وتحويل الدولة من حالة إلى حالة يلزمه الكثير من الأفكار والجهد والتخطيط والتنفيذ، بالإضافة إلى ضخ أرقام كبيرة جداً من الأموال”.

يذكر أن الاهتمام الرسمي بميناء العريش بدأ بتحويله إلى جزء من ممتلكات المنفعة العامة، ونزع الملكية الخاصة للعقارات الواقعة في نطاق حدوده، حتى أصدر السيسي قراراً رئاسياً بنقل تبعية الميناء إلى الجيش، وتخصيص الأراضي المحيطة به اللازمة لأعمال التطوير لصالح وزارة الدفاع بإجمالي مساحة 541 فداناً، مع إبعاد الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن استخدامه أو إدارته ليصبح منطقة عسكرية.

وخلف مشروع توسعة ميناء العريش هدم 1108 منشآت سكنية، و32 مبنى تجارياً، و23 منشأة حكومية، ومناطق ترفيهية وشاليهات مثل “شاليهات نجمة سيناء”، بينما صرفت تعويضات مالية “هزيلة” لعدد من العائلات التي قبلت بالتعويض، وأخلت منازلها.

المصدر:العربي الجديد