النواب الباكستانيون يؤدون اليمين بعد انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير

جرت الانتخابات التشريعية في باكستان في الثامن شباط/فبراير بينما كان رئيس الوزراء السابق عمران خان في السجن وممنوعا من الترشح، واستُهدف أعضاء حزبه “حركة الانصاف” بحملة اعتقالات ورقابة مشددة.

وتحدى أنصار خان الإجراءات القمعية وفازوا بمقاعد أكثر من اي حزب آخر. لكن حزب “الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز” المدعوم من الجيش مصمم على إقصائهم من السلطة عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية.

وبحسب اتفاق الائتلاف، سيُنتخب رئيس الوزراء السابق شهباز شريف الذي أطاح خان في 2022 في تصويت على حجب الثقة، مجددا رئيسا للحكومة من جانب المشرعين الجدد في الأيام القادمة.

وبدأ أعضاء البرلمان بالوصول إلى الجمعية الوطنية المكونة من 336 مقعدا في إسلام أباد صباح الخميس، وأدوا اليمين مجتمعين قرابة الساعة 11,30 صباحا (06,30 ت غ).

واضطر أعضاء حزب حركة الانصاف للترشح كمستقلين في الانتخابات، غير أن البعض منهم وصلوا الى مقر البرلمان الخميس حاملين صورا لخان بينما كان شهباز وغيره من قادة حزب الرابطة الإسلامية-نواز يدخلون قاعة المجلس.

وقال رئيس حزب الإنصاف بالإنابة جوهر علي خان للصحافيين لدى وصوله لمراسم أداء اليمين “في الديموقراطيات، البرلمان مكان مقدس”.

أضاف “لا ينبغي بمن لا يحظى بثقة الناس وليس لديه تفويضا أن يكون جالسا هناك”.

ورفع جوهر لافتة كتب عليها “أفرجوا عن عمران خان” لدى توقيعه سجل النواب لكن المشهد حُذف من البث التلفزيوني الرسمي مع قطع التصوير.
مشروع هش

وكان حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-نواز، وهو حزب عائلة شريف، قد وافق على تقاسم السلطة مع حزب الشعب الباكستاني الذي تديره أسرة رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو، ومع عدد من الأطراف الأصغر حجما.

بالمقابل حصل حزب الشعب على وعد بمنح منصب رئيس الحكومة لزعيم الحزب آصف علي زرداري، زوج بوتو.

ولم يتم الإعلان عن المناصب الوزارية بعد.

ويعتبر محللون الائتلاف الواسع بمثابة مشروع هش يواجه أزمات اقتصادية وأمنية متداخلة تعاني منها الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 240 مليون نسمة.

وحذر المراقبون أيضا من أن الائتلاف بزعامة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز قد يعاني جراء افتقاره للشرعية من شريحة من المقترعين الذين يشككون في ما إذا تم إحصاء أصواتهم.

ورغم أن المرشحين المتحالفين مع حزب حركة الإنصاف حققوا أداء أفضل من التوقعات، إلا أن عمران خان يقول أن نتائج الانتخابات تم تزويرها بشكل فاضح لمنع حزبه من تسجيل فوز ساحق وعودته للسلطة.

وقطعت إسلام اباد الاتصال بالانترنت عن شبكة الهاتف المحمول في جميع أنحاء البلاد يوم الانتخابات، معللة ذلك بأسباب أمنية لم تقدم تفاصيل بشأنها. كما تأخر صدور النتائج، مما أجج الاتهامات بحصول عمليات تزوير.

المصدر: فرانس 24