تخوف من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية لمئة عام وموجة جوع عالمية
بقلم/ منير عبد العظيم
لا يخفى على أحد منا ما يجري حاليا في أوكرانيا من تدمير وتهجير وتجويع ومعانات شهدتها الكثير من دولنا العربية مسبقا. ولقد تحدث المستشار الألماني أولاف شولتس منذ أسابيع قائلا “إن أوكرانيا قد تعاني من تداعيات الحرب الروسية (لمئة عام) بسبب الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في عدد من المدن“، لافتًا إلى أن الدول الحليفة ستساعدها في إعادة الاعمار.
وأوضح شولتس في مؤتمر صحافي أن “من يعيشون في ألمانيا يعرفون أنه لا يزال يُعثر على قنابل من الحرب العالمية الثانية بشكل متكرر وأن تهديدات القنابل مستمرة“.
ولا تزال ألمانيا تعاني جراء القنابل غير المنفجرة التي غالبًا ما تُكتشف في مواقع بناء، بعد 77 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبخصوص موجة الجوع العالمية فيبدو أنها وشيكة حيث هناك دول مثل مصر وكينيا وجنوب السودان ولبنان ودول كثيرة أخرى تعتمد بشكل كبير على الصادرات الروسية والأوكرانية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. هذه الدول لم تعد تتلقى الكميات التي كانت تطلبها أو أنها مضطرة لدفع مقابل أكبر بكثير للحصول عليها.
وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بالفعل إلى أعلى المستويات المسجلة على الإطلاق قبيل الحرب، وذلك بسبب عوامل من بينها تغير المناخ والصراع والوباء. وأضاف أن الأشخاص الأكثر فقرا الذين يضطرون إلى إنفاق جزء كبير من دخلهم على الغذاء هم الأكثر معاناة ولذلك يمكن قول أن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.
كما وأن روسيا متهمة بإغلاق الموانئ البحرية الأوكرانية خلال الحرب، ومن تمّ منع تصدير الحبوب من أكرانيا التي تعد واحدة من أهم منتجي الحبوب في العالم.
ويبدو أن العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب. وإن هذه الصراع تهدد بدفع عشرات الملايين من الناس إلى حافة انعدام الأمن الغذائي، وما يترتب عليه من سوء التغذية وجوع جماعي.
ويشير تقرير الأمم المتحدة العالمي حول أزمة الغذاء، الذي نشر في أوائل مايو/أيار، إلى أنه في عام 2021 إلى تأثر 193 مليون شخص في 53 بلدا/إقليما بشدة جراء انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل. ووفقا للتوقعات، سيعاني حوالي 329 ألف شخصفي الصومال وجنوب السودان واليمن من انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية عام 2022.
المصدر: وكالات
