“قوة سيادية”.. ماهي أهداف بوتين في ولايته الخامسة المرتقبة؟

 

تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأوراق ترشحه إلى لجنة الانتخابات المركزية بغرض ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المرتقبة مارس 2024.

وكان بوتين قد أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة، من خلال حديثه مع المشاركين المكرمين في حفل تكريم أبطال روسيا بميداليات “النجمة الذهبية”.

وتشير تقارير أن بوتين سيستعين داخليًا بما يطلق عليه “القوى الوطنية” في البلاد وتوحيد جهودها في مواجهة “المهام التاريخية” التي تنتظر موسكو، لا سيما أن الجيش الروسي حقق نجاحات عسكرية في أوكرانيا رغم الإمدادات والدعم الغربي، وانتزع أربع أقاليم تؤمن له خطط التفاوض السياسي في مرحلة لاحقة بشروط روسية.

وتحدث باحثان لموقع “سكاي نيوز عربية” عن أهدف الرئيس فلاديمير بوتين في الفترة الخامسة التي ستمتد لمارس 2030، وقدرته على إعادة موسكو كقوة سيادية عالمية.

أهداف بوتين

يرى المحلل السياسي اللبناني والباحث في الشؤون الدولية، سركيس أبو زيد، أن من أهم ألاهداف والتحديات أمام بوتين في الولاية الرئاسية الجديدة استمرار الحرب في أوكرانياـ واخضاع كييف للقبول بالشروط الروسية، ونزع سلاحها بالقوة وتغيير النظام الحاكم بقيادة فلوديمير زيلينيسكي، والانتصار في الحرب على محور حلف (الناتو) بالكامل.

كما أن بوتين يستهدف الاستمرار في تحقيق هدفه بإجبار أوكرانيا على القبول بوضع حيادي وعدم الانضمام إلى حلف (الناتو)، وعودة روسيا كقطب عالمي كما في عهد الاتحاد السوفييتي، وإنهاء هيمنة أميركا “القطب الأوحد” على العالم، وهو هدف روسي يحتل صدارة الأولويات السياسية لدى الإدارة الروسية الحاكمة بالتقارب مع الصين، بحسب الباحث اللبناني.

ويقول سركيس أبوزيد، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هناك حالة من التراجع الكبير في الدور الأميركي عالميًا واهتزت صورة الولايات المتحدة سياسيًا وعسكريًا في الكثير من المناطق الساخنة حول العالم في الشمال مع تقدم الجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا طوال نحو عامين من الحرب رغم كونها مدعومة من حلف الناتو بالمال والسلاح والعتاد.

وأشار سركيس أبوزيد إلى عدد من النقاط التي تؤكد تضرر المكانة الأميركية في العالم في ظل صعود المد الروسي بقوة:

كثرة الصراعات التي انخرطت فيها الولايات المتحدة مؤخرًا بالدعم والمساندة تسبب في تشتيت للقوة العسكرية وتشكيل إرهاق على الميزانية العسكرية (حربي أوكرانيا وغزة والتوترات في بحر الصين وباب المندب).
تصاعد الأزمات الاقتصادية التي ازدادت حدتها بعد حرب أوكرانيا (فبراير 2022) وارتفاع مستويات التضخم لحدود قياسية.
القلق من أزمات البطالة والإنتاج والطاقة في الغرب الأوروبي فاقمت متاعب الاقتصاد الأميركي وأثرت عليه سلبًا.
تشكيل روسيا “بريكس” كقوة اقتصادية مناوئة لـ”السبع الكبرى” يؤكد تفتت الاقتصاد العالمي لصالح كيان اقتصادي كبير له أعضاء فاعلين في مناطق مختلفة من العالم بينهم السعودية والإمارات ومصر وإيران والبرازيل.
تصاعد مؤشرات الغضب لدى دوائر سياسية وشعبوية واسعة في الشرق الأوسط نتيجة حرب غزة ودعم أميركا إسرائيل بشكل مطلق.
تزايد التواجد الروسي الصيني في مناطق من العالم بإفريقيا والشرق الأوسط ساهم في تراجع دور المصالح الأميركية.

السيطرة الروسية

يقول كودراخيين بلوخين الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن انتصار روسيا في الحرب على أوكرانيا ليس محور الصراع في الشمال العالمي، وإنما هو إخضاع أوكرانيا بالكامل لسيطرة روسيا وعدم انتقال حدود وأسلحة ونفوذ حلف الناتو إلى قرب الحدود الروسية لأن ذلك بمثابة “خط أحمر”.

ويُضيف كودراخيين بلوخين في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، أن إزاحة الولايات المتحدة من على رأس النظام العالمي هو هدف بوتين خلال السنوات الست المقبلة، وهي فترة ولايته المنتظرة، لا سيما بعد إعلان حزب روسيا الموحدة دعم بوتين لأقصى مدى.

واستعرض كودراخيين بلوخين، في نقاط نجاحات روسيا خلال السنوات الأخيرة التي تحفزها على التطلع لعودتها كقطب عالمي يوازي الولايات المتحدة:

نجاح روسيا في التصدي لإمدادات الغرب بقيادة الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا طوال عامين.
فرضت موسكو نظرية الردع الاستراتيجية على دول حلف الناتو، ومنعت لوقت طويل وصول أسلحة بعيدة المدى من الوصول لكييف.
تخطت روسيا أزمات اقتصادية وعقوبات موسعة على سلاسل الإمدادات والتصدير وحركة التجارة من الموانئ.
نجحت موسكو في تثبيت أقدامها بقوة في العديد من مواطن الصراع ضد واشنطن من بينها غرب ووسط إفريقيا وفي الشرق الأوسط وآسيا.
التقارب الواسع بين روسيا والصين شكل قوة اقتصادية وعسكرية كبيرة تتيح لروسيا شراكة لا يمكن لأي قوة عالمية إخضاعها.

المصدر: سكاي نيوز عربية