موقف مفاجئ لجنبلاط يدعم وصول فرنجية إلى رئاسة لبنان

فجر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني السابق وليد جنبلاط مفاجأة بإعلانه مساندة سليمان فرنجيه مرشح الثنائي حركة أمل – حزب الله لرئاسة الجمهورية وسط سيل المواقف من الجهات المعارضة لهذا الترشيح. في وقت يبدو أن حراك الخماسية مازال متعثّرا في مقاربة الملف الرئاسي مع التخبط الواضح بين دولها.

وقال جنبلاط “منذ عامين نراوح مكاننا وننتظر اتفاق المسيحيين بالنسبة إليّ لا موقف شخصياً لي من أحد. أسير بأيّ كان لملء المنصب ولا مشكلة لي بالسير في انتخاب سليمان فرنجية أو غيره. أعلم أن هذا قد لا يكون موقف بعض أعضاء اللقاء الديمقراطي. لكنّه موقفي”. وأضاف “لا يُعقل أن نستمر هكذا بعدما أصبح كل شيء بالإنابة”.

وبرزت تصريحات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني السابق وليد جنبلاط في المشهد السياسي الداخلي بعد سلسلة لقاءات اتسمت بالايجابية بين الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي النيابي من جهة وتيار وكتلة المردة من جهة ثانية وآخرها عشاء كليمنصو، الذي جمع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية أزالت نقاط الخلاف بينهما وقد سبقتها خطوات تمهيدية.

وكانت هذه التحركات تحت شعار المشاورات حول رئاسة الاركان، الذي كان فرنجية ينتظر لحظة التقاط الفرصة للتواصل مع جنبلاط، وقد أبلغه خلال العشاء ان وزيري المردة سيصوتان لصالح تعيين رئيس الاركان الذي يقترحه جنبلاط وهو العميد حسان عودة.

ويرى مصدر مطلع ان موقف وليد جنبلاط ليس مفاجئا او جديدا وان كان معارضا لفرنجية على نحو مبدئي، بتفضيله شخصية حيادية تملك الرؤى الاقتصادية، لمعالجة الازمات التي أوقعت لبنان بالانهيارات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمالية واوصلته الى شفا الزوال، لكن في نهاية الامر يتطلع جنبلاط الى اعتبار انتخاب رئيس الجمهورية، هو المدخل الاساسي لحل سائر المعضلات.

وبالتوازي تتواصل المباحثات بين أعضاء الدول الخمس حول التصور الذي يجب الخروج به لانتخاب رئيس للجمهورية. لكن اللقاء الخماسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجل إلى الأسبوع المقبل لأسباب لوجستية وتقنية، لكن مصادر مطلعة تقول أنه لم تصل الدول الخمس إلى تقديم رؤية مشتركة وموحدة حول الرئيس. لذلك لا يزال البحث مستمراً حول موعد انعقاد اللقاء الخماسي على مستوى المندوبين.
ويدور الحديث عن عقد الاجتماع في الرياض، ولكن بشرط أن يتم الخروج بعده بمقررات واضحة وعلنية حول مواصفات الرئيس والبرنامج الذي يجب الإلتزام به مع الحكومة، على أن تكون المواصفات واضحة وغير خاضعة للتأويل أو التفسير. وهناك من يشير إلى أن المواصفات ستنطبق على اسم قائد الجيش جوزيف عون بالإضافة إلى أسماء أخرى من بينها فرنجية.

وتبدو حظوظ فرنجية قوية نظرا إلى التحركات الأخيرة التي أعادت إحياء ترشيحه خلال تحركه وزياراته ولقاءاته، إضافة إلى تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وموقف جنبلاط بعدم ممانعة انتخابه.
وفي حال استمرار برّي وحزب الله على موقفيهما بدعم فرنجية، ستكون هناك مواجهة الخطة التي تسعى الدول الخمس إلى العمل ضمنها، وهي المواصفات التي تقود إلى انتخاب رئيس مقبول من غالبية اللبنانيين.

ويرى متابعون للملف الرئاسي اللبناني بأن موقف جنبلاط قد يعبّر عن تحول لافت للقوى السياسية في لبنان لاسيما بعد أن لبى دعوة السفير الإيراني على عشاء في السفارة الإيرانية. مع الحديث عن إمكانية الوصول إلى توافق إيراني أميركي لرشيح فرنجية رئيساً، رغم أن الدول الخمس تميل إلى مرشح ثالث. ليعود الجدي حول إمكانية أن يكون حزب الله وحركة أمل منفتحين على النقاش بالمرشح الثالث في مقابل وجهة نظر أخرى تعتبر أن حزب الله يصمم على تكرار تجربة ميشال عون مع فرنجية، وسيتشدد أكثر بدعم ترشحه، وهذه المرة إلى جانبه نبيه برّي وليس على نقيضه.

المصدر: ميدل إيست أونلاين